عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2020, 06:02 PM   #2
المراقبين


الصورة الرمزية شجون الزهراء
شجون الزهراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : يوم أمس (02:27 PM)
 المشاركات : 5,054 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي







. كتب الخوارزميّ الحنفيّ في(مقتل الحسين عليه السلام): أنّه لما سير عمر بن سعد رؤوس الشهداء إلی الكوفة، أقام مع جيشه إلی زوال اليوم الحادي عشر من المحرّم، وبعد الزوال ارتحل إلی الكوفة ومعه نساء الحسين وصبيته وعيالاته وعيالات الأصحاب، فسيروهنّ أسيرات علی أقتاب الجمال بغير وطاء، كما يساق سبي الترك والروم، أي السّبي الذين يقعون بيد عساكر الترك والروم يومها، وهنّ ودائع خير الأنبياء، ومعهنّ الإمام السجّاد عليّ بن الحسين -عليه السلام- وهو علی بعير ظالع بغير وطاء وقد أنهكته العلّة، ومعه ولده محمّد الباقر وله سنتان وشهور أو ثلاث سنوات.
وقد قلن النسوة لأسريهنّ: بالله عليكم إلّا مررتم بنا علی القتلی. فلمّا نظرن إليهم مقطّعي الأوصال وقد طحنتهم الخيل بسنابكها، صحن ولطمن الوجوه، وصاحت زينب العقيلة:«يا محمداه، هذا حسين بالعراء، مرمّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، وبناتك سبايا، وذريتك مقتّلة».
وأتاهنّ زجر بن قيس فصاح بهنّ فلم يقمن، فأخذ يضربهن بالسّوط، ثمّ اجتمع العسكر عليهنّ حتّی أجبروهنّ علی ركوب الجمال.
وفي الكوفة، أدخلن بنات الرسالة فاجتمع الناس هناك للنظر إليهم، فصاحت بهم أمّ كلثوم: "يا أهل الكوفة، أما تستحون من الله ورسوله أن تنظروا إلی حرم النبيّ صلی الله عليه وآله؟!". وأخذ أهل الكوفة يناولون الأطفال التمر والجوز والخبز، فصاحت أم كلثوم زينب -سلام الله عليها-:
"إنّ الصدقة علينا حرام". ثمّ رمت بما قدّموا جانباً، ليفهموا أنّ هؤلاء الأسری هم من ذراري رسول الله صلی الله عليه وآله! وكانت لها خطبة في أهل الكوفة عظيمة أنّبتهم بها علی أفعالهم الشنيعة، وهتكهم لحرم الرسالة والرسول، أعقبتها خطبة لبنت أخيها فاطمة بنت الحسين -عليه السلام-، ثمّ خطبة بليغة أخری كانت لأمّ كلثوم بنت أمير المؤمنين عليّ -عليه السلام- جاء فيها قولها: "يا أهل الكوفة! سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وسبيتم نساءه ونكبتموه؟! فتبّا لكم وسحقاً! ويلكم! أتدرون أيّ دواه هتكتم، وأيّ وزر علی ظهوركم حملتم، وأيّ دماء سفكتم، وأيّ كريمة أصبتموها، وأيّ صبية أسلمتموها، وأيّ أموال انتهبتموها؟! قتلتم الرجالات بعد النبيّ، ونزعت الرحمة من قلوبكم، ألا إنّ حزب الله هم المفلحون، وحزب الشيطان هم الخاسرون".
ثمّ كانت للإمام عليّ بن الحسين -عليهما السلام- خطبته الكاشفة، وكان منه دفن أبيه الحسين-عليه السلام- في صبيحة الثالث عشر من المحرم، وبعدها أدخلن السبايا إلی قصر الطاغية عبيد الله بن زياد، فكان منه ما كان من هتك حرمة الرأس الأقدس لسيد شباب أهل الجّنة أبي عبدالله الحسين -عليه السلام-، ومن الاستخفاف والتهديد والشماتة من النساء واليتامی بقتل ذويهم!

وأعظم ما يشجي الغيور حرائر

تظام وحاميها الوحيد مقيد!

فمن موثق يشكو التشدّد من يد

وموثقة تبكي فتلطمها اليد!

كأنّ رسول الله قال لقومه

خذوا وتركم من عترتي وتشدّدوا!




سبي عيالات الحسين – عليه السلام – وهم من أهل بيت النبوة – عليهم السلام و بتلك الصورة المفجعة تعد من أوضح البراهين علی عداء عتاة بني أمية لله ولرسوله – صلوات الله وسلامه عليه وعلی أهل بيته الشريف – وأن مسؤولية هذه الجريمة الشنعاء تقع علی عاتقه الطاغية الفاجر يزيد بن معاوية بالدرجة الأولی وعلی أشياعه بالدرجة الثانية.






 
 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.


رد مع اقتباس