ذكر احد العلماء ان من الالقاب التي لقبت بها العقيلة زينب سلام الله عليها من قبل المعصومين لقب الراضية بقضاء الله تبارك وتعالى ما هي دلالات هذا اللقب؟
ان من صفات اهل البيت عليهم السلام الحميدة هو التسليم والرضا لقضاء الله عزوجل وهي من هذا البيت الطاهر وابنة علي بن ابي طالب امير المؤمنين (عليه السلام) الذي كان راضياً بقضاء الله وكذلك ابنة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة ومن اسماءها الراضية، وهي المرضية، هناك مظاهر لهذا الرضا بقضاء الله وهي انها عليها السلام الكل يعرف لما استشهد الامام الحسين (عليه السلام) اقبلت الى جثمانه الطاهر ورفعت هذا الجثمان وقالت: الهي ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى، الهي تقبل منا هذا القربان، في بعض النسخ هذا القليل يعني الى اشارة الى عظمتك مع انه عظمة الحسين وعظمة اهل البيت لكن لوجه الله اشارة الى عظمتك يعني عظمة الحسين وعظم التضحية لكن لوجه الله، لوجهك يعني شيء قليل لدينك ولجلال عظمتك، هذا في الحقيقة مظهر واضح انها سلام الله عليها رضت بالقضاء وهناك مظاهر اخرى، الرضا انه لم تخرج من فم الحوراء زينب اي كلمة نستفيد منها على الاعتراض على قضاء الله والتذمر وهناك اعظم من هذه الكلمة حينما تقول للظالم عبيد الله بن زياد، مارأيت الى جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم وتخاصم، انظر لمن الفرج يومئذ ثكلتك امك ياابن مرجانة، اذن لو تأملنا في جميع كلمات الحوراء زينب وافعالها وسلوكها نستلهم منها الصبر والرضا لقضاء الله تبارك وتعالى.
هل يمكن القول بان رضا السيدة زينب سلام الله عليها يتناسب مع معرفتها لله تبارك وتعالى؟
نعم، نعم بلاشك وهي العارفة وهي العالمة غير معلمة وهي التي كانت منذ نعومة اظفارها لما وضعها امير المؤمنين في حجره قالت يا ابه اتحبنا قال، بلى، قالت يا ابه ان كان ولابد فالشفقة لنا والمحبة لله عزوجل، فهذا ان دل على شيء انما يدل على معرفتها وحبها لله هذه المحبة فرض المعرفة.
يعني المعرفة بخصوص ان الله تبارك وتعالى لايمكن ان يأتي للانسان الا بما هو فيه صالحه وفيه خيره وفيه رقيه؟
بلاشك ولاريب ومن جملة ما تميز به اهل البيت (عليهم السلام) هو الصبر على قضاء الله وبلاءه كما حدث الامام الحسين في خطبته، نصبر على بلاءه ويوفينا اجور الصابرين، نعم فهذه في الحقيقة من جملة الامور التي تستوحيها من الحوراء زينب سلام الله عليها هي راضية بقضاء الله تبارك وتعالى.
نعم، هذا موقف، وموقف آخر يرويه لنا الشيخ المفيد في (الارشاد) ان عبيد الله بن زياد استعرض في قصره أسارى كربلاء يسأل عن كل فرد منهم، حتى بهت من وجود الامام علي بن الحسين بينهم، وحصل بينهما ما حصل من تهكم عبيد الله واجوبة الامام زين العابدين استغرب لذلك وهو قد اخبر بقتل آل الحسين جميعاً، فسأله: من انت؟
قال: انا علي بن الحسين.
قال: أليس قد قتل الله علي بن الحسين!
اجابه (عليه السلام): كان لي اخ يسمى (علياً) - اي الاكبر- قتله الناس - اي ظلماً ليس بأمر الله تعالي-.
فقال: ابن زياد: بل الله قتله.
فقال (عليه السلام): الله يتوفى الانفس حين موتها اي الاجل قتله ولم يرض الله تعالى بذلك القتل ظلماً. فغضب ابن زياد وقال: وبك جرأة لجوابي، وفيك بقية للرد علي! اذهبوا به فاضربوا عنقه.
فتعلقت به عمته زينب وقالت: يا ابن زياد حسبك من دمائنا. واعتنقت ابن اخيها علي بن الحسين وقالت: والله لا أفارقه، فان قتلته فاقتلني معه. فنظر ابن زياد مبهوتاً ثم قال: عجباً للرحم، والله اني لاظنها ودت اني قتلتها معه، دعوة فاني اراه لما به.
واراد ابن زياد ان يتشفى، فسألها: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟!
فأجابته زينب بحزم: ما رأيت الا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل، فبرزوا الى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك امك يا ابن مرجانة!