عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-2020, 01:29 AM   #3
المراقبين


الصورة الرمزية شجون الزهراء
شجون الزهراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : يوم أمس (02:27 PM)
 المشاركات : 5,054 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



أرجو أن تنتبهوا ، فإن أحاديث النبي والأئمة صلى الله عليه وآله وسلم فيها دقائق ، فقد وردت عبارةكنت ألتقطه) في رواياتهم التي صححوها وهي تعبير فيه رمز عجيب! لأن مادة التقط تستعمل في اللغة لالتقاط الضائع ، وجمع المتفرق المنثور من سلكه ومجمعه ، فماذا يعني دم الحسين وأصحابه؟ ولماذا يجمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم دم الحسين عليه السلام ، وكيف يمكن جمعه ؟ ولماذا عبر عن جمعه بالإلتقاط ، ولماذا قام هو بالإلتقاط ؟ والى أين يريد أن يأخذ دمهم الطاهر المسفوك ؟

الجواب عن هذا السؤال الأخير بكلمة عجيبة ، نقلها هذا العالم السني الكبير والمؤرخ ابن الأثير ونقلها غيره أيضاً ، لكن لا أظنهم فقهوا معناها قال:

(قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أرفعها إلى الله تعالى)! يعني أن هذه الدماء لاتذهب الى الجنة ولا الى اللوح ولا الى القلم ، فمكانها أرفع من ذلك! دم الحسين ، ومعه دم العباس قمر بني هاشم ، ودم علي الأكبر ، ودم القاسم بن الحسن ، وبقية الأنصار ، لا بد أن يسلمها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده الى حيث تصل الى خالقها عز وجل الذي هو مبدأ الوجود والخلق ! فما معنى ذلك ، وما هو فقهه ؟

خلاصة معناه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لنا: أيها البشر، إن الشجرة التي غرستها ببعثتي اليكم ، قد أزهرت وأثمرت ، وها أنا أجمع زهورها وثمارها لأسلمها الى الله تعالى !

هذه هي عاشوراء ، فلا تصغروا قدر هذه الواقعة الكبرى . إتقوا الله تعالى ومحارمه وشعائره ، واحذروا العقاب إن صغرتم شأنها !

إن قضية الحسين وعاشوراء قضية عظيمة ، الى حد أن أبي بن كعب كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما دخل عليه الحسين، فرحب به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: مرحباً بك يا أبا عبد الله يا زين السموات والأرضين ! فتعجب أبيٌّ من احترام النبي لهذا الطفل وتكنيته له ، ووصفه له بأنه زين السماوات كلها وزين الأرضين كلها! فقال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : وكيف يكون يا رسول الله زين السموات والأرضين أحد غيرك؟

قال: يا أبيُّ ، والذي بعثنى بالحق نبياً ، إن الحسين بن علي في السماءأكبر منه في الأرض،وإنه لمكتوب عن يمين عرش الله عز وجل: مصباح هدى وسفينه نجاة... (2)

فالمسألة فوق صفته بأنه زين السماوات والأرض ، فقد كتبت على يمين العرش صفته أنه: مصباح هدى وسفينه نجاة ! فلماذا كتب في العرش أن الحسين سفينة نجاة؟ وما هي فلسفة ذلك؟ لابد أن نجد سر القضية وأساسها، ومع أن التاريخ قد عمل على تغطية هذا السر وإخفائه ، لكن مضي العصور يكشف الكثير من مخبآت التاريخ ، فقد وصل أمر انكشاف بني أمية الى حد أن عالماً شيخ الأزهر مثل محمد عبده ، يعلن رسمياً ويكتب أن دولة بني أمية قامت من أجل محو الإسلام كلياً ! ومعناه أن أمثال محمد عبده فهموا أن أصل خطة بني أمية كانت من أجل هذا ! لكن من المبكر أن يصل أمثال محمد عبده الى كنه القضية ، فهل يمكنكم أنتم أن تصلوا ؟!

إن هداية البشرية ، أو صرح هدايتها له علة محدثة وعلة مبقية ، كبناء هذا المسجد له علة محدثة وعلة مبقية. والعلة المحدثة لهداية البشر هي بعثة الأنبياء صلوات الله عليهم ، من نبي الله آدم الى النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم .

والعلة المبقية إنما هي الولاية الكبرى، ولاية الأئمة من العترة الطاهرة عليهم السلام . فالحسين عليه السلام علة مبقية ولهذا كان زين السماوات والأرضين ! فالنبوة والإمامة معاً به باقيتان !

نعم، نفهم ذلك عندما نتأمل في أن جماعة عملوا بمساندة اليهود والنصارى فتركوا جنازة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسجاة بيد أهل بيته ، وائتمروا بسرِّية وعجلة وأعلنوا تشكيل حكومة بإسم النبي والإسلام ، وعزلوا أهل بيته !

ثم سرعان ما ظهر هدف ترتيباتهم السياسية فأوصلت قيادة الأمة الإسلامية الى يد عثمان بن عفان الأموي ، ثم الى معاوية ويزيد ، اللذين عملا بكل قدرتهما لتحقيق فكرة أبي سفيان بضرورة زوال اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن المآذن !



 
 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.


رد مع اقتباس