عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-2020, 01:28 AM   #2
المراقبين


الصورة الرمزية شجون الزهراء
شجون الزهراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : يوم أمس (02:27 PM)
 المشاركات : 5,054 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




من كان عالماً بشريعتنا.. هذا قول أمير المؤمنين عليه السلام . فالشرط هو العلم بالشريعة، وكلمات الأئمة عليهم السلام تحتاج الى دقة عالية لفهمها، فقد استعمل الإمام هنا لفظ (الشريعة) وهي ولفظ (المشرعة) من جذر واحد ! وعند التأمل فيهما نفهم معنى: من كان عالماً بشريعتنا، فمثل هذا الشخص يستطيع أن يخرج ضعفاء شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من ظلمة جهلهم ، الى نور العلم الذي تعلمه من أهل بيت النبوة عليهم السلام .

معنى هذه الجملة أنكم عندما تجلسون على منبر الخطابة والتبليغ ، فلا تطعموا الناس المساكين ما يلوكه زيد وعمرو، وما يتجشأه هذا وذاك ! وليكن ما تقدمونه لهم علماً ينبع من عين معين القرآن المبين والعترة الطاهرة ، فبهذا الزلال فقط تحيون قلوب الناس.

من كان عالماً بشريعتنا.. ثم أخرج الناس من جهالتهم الى نور علمنا، فما هو جزاؤه ؟ ما جزاء تبليغكم في عاشوراء وغيرها ، إن أتقنتموه ؟

إن إتقانه بثلاثة أمور:

أن تعلموهم خيراً .

وأن تكسروا قفل الجهل عن ضعفاء شيعة آل محمد عليهما السلام .

وأن تدفعوا شبهات أهل الريب التي يلقونها في قلوب الشيعة.

ولا بد أن تؤدوا هذه الأمور الثلاثة مستضيئين بنور علمهم عليهم السلام . وعند ذلك يكون جزاؤكم عندما تبعثون للمحشر أن يضع الله تعالى على رأس الواحد منكم تاجاً: من نور، يضئ لجميع أهل العرصات ! والجزاء أيضاً:حلة لا تقوم لأقل سلك منها الدنيا بحذافيرها ! هذا واجبكم في عاشوراء.

والمطلب الثاني: أن تُفهموا الناس ما هي عاشوراء؟ ومن هو صاحب عاشوراء؟ ونقصد بذلك قدر استطاعتنا من الفهم ، وإلا فلا يمكن أن ندعي أننا نفهم عاشوراء وصاحب عاشوراء صلوات الله عليه ، لا أنا ولا أنتم ولا ملايين من أمثال الشيخ الأنصاري، والطوسي، والعلامة ، أعلى الله مقامهم.

إنها قضية بلغت من أهميتها وعظمتها أن الإنسان مهما زاد تبحره في المعقول والمنقول ، لم يرجع من الغور فيها إلا بالإكبار والحيرة والذهول !

وأكتفي بعدة كلمات من مصادر الخاصة والعامة المتقنة ، لتعرفوا أن قضية الإمام الحسين عليه السلام فوق الوصف والتقرير! بل إن ذلك الغلام الأسود الذي استشهد معه ، فوق وصفنا وبياننا! لأنه بلغ مقاماً أن سيد المرسلين وخاتم النبيين يحضر من عالمه الأعلى بنفسه فيحفر له قبره ويدفنه !

نعم ، خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم الشخص الأول في عوالم المخلوقات ، لكنه هو الذي يتولى حفر قبر أصحاب الحسين سلام الله عليه ، ورضوان الله عليهم !!

إنها عظمة قضية كربلاء ، وعظمة الحسين عليه السلام وأصحابه!

فلنفكر في هذا الأمر ، وفيما يستلزمه !

والأمر الثاني أن الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وصلوا الى مرتبة بحيث أن جبرئيل قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إن الله تعالى بنفسه يقبض أرواحهم!

فما هذا المقام؟! الذي بلغ أن الله يقبض أرواحهم وليس عزرائيل عليه السلام !

والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يحفر لهم ويدفنهم !

هذا عن أصحاب الحسين ، أما عن مقام الحسين نفسه عليه السلام فإني أورد لكم رواية من مصادر العامة صححها كبارهم ، تدل على أن قضية الحسين أعظم من كل ما ذكرناه ! فقد رواها إمام الحنابلة في مسنده ، والحاكم النيشابوري في مستدركه ، وآخرون من أئمة السنة ، كالخطيب ، وابن كثير ، وابن الأثير ، وابن حجر . وغرضي هنا فقه المطلب وإلا فالأحاديث والآثار كثيرة ، لكن المهم إدراك دقائق المعاني وفقه الحديث .

(قال ابن عباس: رأيت رسول الله في المنام نصف النهار أشعث أغبر ، معه قارورة فيها دم ، فقلت بأبي وأمى يارسول الله ما هذا ؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم ! قال عمار: فأحصينا ذلك اليوم فوجدناه قد قتل فيه) .

وقال ابن الأثير في تاريخه (ج1ص582 طبعة إحياء التراث- بيروت )قال ابن عباس: رأيت النبي الليلة التي قتل فيها الحسين، وبيده قارورة يجمع فيها دماً فقلت: يارسول الله ما هذا ؟ فقال: هذه دماء الحسين وأصحابه أرفعها الى الله تعالى) ! . انتهى . (1)




 
 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.


رد مع اقتباس