07-24-2018, 11:41 AM
|
#2
|
المراقبين
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 465
|
تاريخ التسجيل : Mar 2012
|
أخر زيارة : 06-19-2025 (02:27 PM)
|
المشاركات :
5,054 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
أقول : في هذا الخبر الشريف دروس قيّمة ونافعة ، لو أردنا أن ندخل فيها بالتفصيل لاستوجب ذلک أن نعدّ كتاباً قطوراً وأسفاراً متعدّدة ، فمن الدروس :
1 ـ ينبغي الإستئذان في الدخول ولا فرق في ذلک لمن يزور الإمام في حياته ، أو يزوره عند قبره وضريحه ، للإطلاق ولما نعتقده في مدرسة القرآن الكريم وأهل البيت : من حياتهم البرزخيّة كحياة الشهداء عند الله سبحانه وتعالى «أحياء عند ربهم يرزقون ».
2 ـ ينبغي أن يكون اللقاء مسبقاً بموعد من قبل فمن يأتي من دون موعد سابق ومن دون إذن وإخبار فربما يُلاقي الاعتذار بالانشغال وبعدم الاستقبال .
3 ـ إن المحبّ والعاشق لا ييأس من لقاء حبيبه حتى لو أصابه الصدود من محبوبه ، فيأتيه كل يوم ولشهرين متواليين ، فمن يحب إمامه فيزوره كل يوم وإن لم تقضَ حاجته .
4 ـ من الصعب أن يتحمّل الانسان شماتة الأعداء، وإنّ الموالين لأهل البيت يعادونهم المخالفون ويشمتون بهم إذا أصابتهم مصيبة ، وان الأئمة : يدركون هذا المعنى لمواليهم ويقدّرون هذه الظروف الحرجة والصعبة ، كما أذن الإمام 7 بالدخول لهم حينئذٍ.
5 ـ لابد من إرجاع الناس إلى القرآن الكريم ، وتطبيق الحياة على ضوء آياته الكريمة كما استشهد بذلک الإمام 7.
6 ـ أوّل من يُقتدى به هو الله سبحانه ربّ العالمين ، فانه يُقتدى بالمربّي ، وربّما إختار الإمام هذا الاسم الشريف (ربي ) اشارة إلى هذا المعنى أن المربّي في
المجتمع ممّن يقتدي به . ثم القدوة الثانية رسول الله 6 (ولكم في رسول الله اسوة حسنة ) ثم أميرالمؤمنين والأئمة الأطهار من أهل بيته : فانهم الحقيقة المحمدية قدوة البشرية جميعآ، فانه حتى الإمام المعصوم 7 يقتدي بهم .
7 ـ إنّ العتاب مسموح إذا كان من منطلق التربية والتعليم وإنّما التعاب ممّن كان من أهله كالتساويين وأئمة الامة ، والا فان من كثر عتابه قلّ أصدقائه .
8 ـ المفروض ان يدّعي كل واحد بمقدار ما يملک ، والا كان كاذباً في دعواه .
9 ـ التشيع وان كان بالمعنى الأعم يطلق من حيث التاريخ والفرق الاسلامية على كل من يعتقد بخلافة أميرالمؤمنين علي 7 لرسول الله بلا فصل ، إلّا أنّه عند الشيعة بالمعنى العام ، وهم الفرقة الناجية التي تعتقد بالأئمة الاثني عشر : أوّلهم أميرالمؤمنين علي 7 وآخرهم صاحب الزمان المهدي من آل محمد :، والشيعة بالمعنى الخاص كسلمان وأبي ذر، والشيعة بالمعنى الأخص كابراهيم الخليل والحسن والحسين : والملائكة المعصومين ، وأراد الإمام 7 أن يشير الى الشيعيى الصادق في دعواه ، كالشيعة بالمعنى الخاص والأخص ، كما ضرب بذلک مثالاً باولئک الصفوة الاولى من الشيعة الأبرار، والذي وصفهم بأنّهم لم يخالفوا شيئاً من أوامر مولاهم وامامهم أميرالمؤمنين 7 ولم يرتكبوا شيئاً، أي مطلقاً من النواهي والزواجر، وهذه كالمسطرة تمتاز بها الخطوط المستقيمة من الخطوط المعوجة والمتعجردة .
10 ـ كل دعوى لابدّ من بيّنة تدل على صدقها، فمن يدّعي أنه الشيعي المخلص لمولاه ، فبيّنته أعماله وأقواله بأنها مطابقة لأوامر مولاه ونواهيه ، اما من
كان فعله لا يصدق عمله ، فهذا غير صادق في دعواه أي لا تكون هذه الدعوى مطابقة للواقع ونفس الأمر، فان الخبر الصادق ما كان مطابقاً للواقع والخارج ولاعتقاد المتكلم ، كما هو مذكور في محلّه .
11 ـ يشير الإمام 7 إلى بعض مساوئ الأفعال والأقوال ، ممّن يدّعي أنه شيعة أميرالمؤمنين 7 بأنه في أكثر أعماله يخالف مولاه ، وانه يقصّر من حيث التعلّم والأداء الصحيح في كثير من الفرائض فتراه لا يصلّي أو يأتي بصلاة باطلة أو هزيلة ، وينقر كنقر الغراب ، ويعبث بيده وملابسه ولا يخشع قلبه ، أو يشرد خواطره إلى كل شيء، فتجده يحضر ما نسيه فهو مع كل شيء الّا الصلاة ، هذا في الفرائض كما يتهاون في حقوق إخوانه في الله من الموالين والمحبين وأتباع مذهب أهل البيت : فانّ للمؤمن على المؤمن سبعين حقاً كما في الاخبار، ثم الايمان بالتقية من عمدة المذهب إلّا ان البعض لا يعرف كيف يستعمل التقية ، وأين يستعملها، ومع من يستعمل التقية حيث لا تجب ، ويترک التقية حيث تجب ، وهذا أمثلة يمارسها الموالي كل يوم ، ومن ثم يقاس عليها الموارد الاخرى .
12 ـ ثم بعد هذه الاضائة الرضوية والافاضة العلوية ، يعلّمُ الإمام أتباعه المحبين الذين تحمّلوا عناء السفر وزراوه ووقفوا ببابه لشهرين على مضض وألم وتحمّل شماتة الأعداء، أنه لاتقولوا ما ليس فيكم ، بل قولوا ما هو الواقع بانكم من موالي أميرالمؤمنين علي 7 ومحبّيه ، ثم لابد من الولاء والبراء، فمن كان محبّاً له لابدّ أن يكون معادياً لعدوه ، والا فكما قال أميرالمؤمنين 7 (عجبت لمن يدعي حبي كيف يحب عدوي ) وورد في صحيح الأخبار (كذب إنه يحبّنا ولم يبغض عدونا).
13 ـ ان التشيع وشيعة أميرالمؤمنين مرتبة شريفة عند الله ورسوله والأئمة الأطهار :.
14 ـ الهلاک لمن كان منافقاً ظاهره غير باطنه ، ولا يطابق قوله فعله (لِمَ تقولون ما لا تفعلون ) فلابد من تصديق القول بالفعل أي قول وعمل ، والا كان الهلاک في الدنيا والآخرة ، فان لم تصدقوا قولكم بفعلكم هلكتم .
15 ـ إنّ رحمة الله واسعة فلا ييأس المؤمن من روح الله ورحمته ، ويأمل بأن تدركه رحمة من ربه .
16 ـ الاعتراف بالخطأ فضيلة ، كما اعترف آدم وتاب الله عليه وأسكنه جنته وعاد إلى حضيرته القدسيّة مرّة أُخرى ، وإنّ الله يقبل التوبة ويغفر الذنوب لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ، فانه يصلح له أمره .
17 ـ الموالي في قوله وفعله يتبع أوليائه ، ويأخذ بعلمهم وحجزتهم .
18 ـ من أحب محبّ الله ورسوله فقد أحبّ الله سبحانه ، وكذلک من أحبّ ما عليه اسم الله، فانه من حب الله كما ورد في مناجاة المحبين للامام زين العابدين 7: «اللّهم أرزقني حبّک وحبّ من يحبّک وحبّ كلّ عمل يوصلني إلى قربک » فمن أحب الأئمة فانه لا شک يحبّ شيعتهم وأوليائهم من الموالين والمحبّين كل يعادي أعدائهم للتلازم بين الولاء والبراءة .
19 ـ حبّ الأئمة الأطهار : وموالاتهم فضلاً عن مقام الشيعة العظيم يوجب أُخوة الأئمة ، وأن يكون من أهل ودّهم أي يحبونهم الأئمة : كذلک فيكون الحب المتبادل بين الموالي ووليّه ، وما أعظم هذه المرتبة وما أروعها
وأجملها، فانها توجب الرفقة ، ثم الرفقة درجات ودرجات (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أُوتوا العلم درجات ) فما زال يرتفع العبد بحبّه لامامه ووليه المعصوم 7 حتى يلصق بهم ويكون في درجتهم في مقعد صدق عند مليک مقتدر، كما ورد هذا المعنى في فضل زيارتهم ـ كما مر ـ.
20 ـ الإمام 7 مظهر أسماء الله ورحمته الواسعة ، فاذا اعترف العبد بخطائه وتاب لله سبحانه ، فان الله يقبله ويتوب عليه ، ويفرح به ويقربه اليه ، ويقضي حوائجه ، فكذلک الإمام 7: فإنّه مراة أسماء الله وصفاته ، فان الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا من آل محمد : لما تاب أصحابه أولئک الذين وقفوا ببابه لأيام وشهور ينتظرون عطفه ورأفته والدخول في ساحة رحمته ، وتابوا إلى الله سبحانه من مقولتهم وإدّعائهم وقالوا كما قال امامهم :، فانه 7 رحبّ بهم وخاطبهم وناداهم بأجمل كلمة تدل على المحبة والعظمة (يا اخواني وأهل ودّي ) ثم أمرهم بالرفعة والرفعة وقرّبهم ، ولا يزال حتى الصقهم بنفسه ، وأجلسهم بجواره ، فكان العبد مع مولاه في رتبة ومجلس واحد...؟!! ثم تفقد أمورهم وأُمور عيالهم وأغدق عليهم من المبرات والصلات وهذا درس عظيم لمن كان في مقام القيادة والرئاسة والإمامة ، بأن يتفقّد الرعية ويسأل عن أحوالهم ويمدّ لهم يد العون والمساعدة لهم ولعيالهم ويوسعهم بالنفقات والمبرّات والصلات أي تارة ينفق عليهم اذ انه بمنزلة رب العائلة ويجب عليه نفقة العيال ، وأُخرى يبر عليهم أن يوسع عليهم فان البر من البر أي الأرض الواسعة واخرى يعطيهم الصلة وهي زيادة على النفقة ، ففي كل كلمة إشارة إلى لطائف وحقائق
يقف عليها من كان من أهلها، وهذا غيض من فيض وخطوة اولى لمن أراد المسير في هذا الوادي الرضوي المبارک ولألف ميل ...
----------------
[1] () المناقب : :4 342.
[2] () موسوعة المصطفى والعترة : :12 70 عن المناقب : :4 362.
[3] () المصدر عن العيون : :2 184 والبحار: :49 90 والعوالم : :22 174 وأعلام الورى : 327.
[4] () الشورى : 30.
[5] () موسوعة المصطفى والعترة عن العوالم : :22 177/1.
|
|
اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|