الموضوع: عظمة الغدير
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-16-2016, 03:42 AM   #5
المراقبين


الصورة الرمزية شجون الزهراء
شجون الزهراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : يوم أمس (02:27 PM)
 المشاركات : 5,054 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



خطبة النبى صلى الله عليه وآله يوم الغدير



1- العبودية والتسليم لله

من الخطبة بدأ النبي صلى الله عليه وآله بحمد الله والثناء عليه، ذاكراً صفاته وقدرته ورحمته، شاهداً على نفسه بالعبودية المطلقة أمام الذات المقدسـة، فقـال: "وأومن به وبملائكته وكتبه ورسله. أسمع لأمره وأطيع وأبادر الى كلِّ ما يرضاه، وأستسلم لما قضاه...".

2- يا أيها الرسول بلِّغ!

ثم ألفت النبي صلى الله عليه وآله المسلمين إلى الهدف الأصلي من الخطبة، وأخبرهم أن الوحي نزل عليه بهذه الآية: ï´؟يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِï´¾18، وأني يجب عليَّ أن أبلغكم الأمر الإلهي في علي بن أبي طالب، وإن لم أفعل فلا يؤمن عليَّ من عذاب الله وعقابه!

ثم قال صلى الله عليه وآله: إن جبرئيل هبط إلي مراراً ثلاثاً يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد، فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي على أمتي والإمام من بعدي الذي محله مني محل هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم بعد الله و رسوله وقد أنزل الله تبارك وتعالى عليَّ بذلك آية من كتابه: ï´؟إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَï´¾19، وعلي بن أبي طالب الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكعٌ يريد الله عز وجل في كل حال.

ثم قال: لا يرضى الله منى الا أن أبلِّغ ما أنزل الله الىَّ فى حق علىٍّ.

3- البشارة النبوية باثنى عشر إماماً إلى آخر الدنيا

وفي الفقرة الثالثة أعلن النبي صلى الله عليه وآله إمامة اثني عشر إماماً من عترتة إلى آخر الدنيا، لكي يقطع بذلك طمع الطامعين بالسلطة بعده نهائياً.

ومن أجل أن يدرك الناس أهمية هذه المسألة قال صلى الله عليه وآله: إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد، فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر الله ربكم. فإن الله عز وجل هو ربكم ووليكم وإلهكم; ثم من دونه رسوله محمدٌ وليكم القائم المخاطب لكم; ثم من بعدى علىٌّ وليُّكم وامامكم بأمر الله ربكم; ثم الامامة فى ذريتى من ولده الى يوم القيامة، يوم تلقون الله ورسوله.

ومن النقاط المهمة في هذه الخطبة الشريفة بيان النبي صلى الله عليه وآله عصمة الأئمة من بعده ونيابتهم عن الله تعالى ورسوله في أمور الدين والدنيا، حيث قال صلى الله عليه وآله: "لا حلال الا ما أحله الله ورسوله وهُم، ولا حرام الا ما حرَّمه الله عليكم ورسوله وهُم، والله عز وجل عرَّفنى الحلال والحرام، وأنا أفضيت بما علَّمنى ربى من كتابه وحلاله وحرامه اليه".

معاشر الناس، انه امامٌ من الله، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته.

معاشر الناس، بي والله بشَّر الأولون من النبيين والمرسلين، وأنا والله خاتم الأنبياء والمرسلين والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين. فمن شك فى ذلك فقد كَفَر كُفْر الجـاهلية الاولى، ومن شك فى واحد من الأئمة فقد شك فى الكل منهم، والشاك فينا فى النار.

ألا إن جبرائيل خبَّرني عن الله تعالى بذلك ويقول: "من عادى علياً ولم يتولِّه فعليه لعنتى". فوالله لن يبيَّن لكم زواجره ولن يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذٌ بيده ومصعده إليَّ وشائلٌ بعضده ورافعه بيديَّ، ومُعلِمكم أنَّ من كنت مولاه فهذا على مولاه، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيي، وموالاته من الله عز وجل أنزلها عليَّ.

ثم أوضح النبي صلى الله عليه وآله ببيانه الرائع ارتباط ركني الإسلام: القرآن والعترة، فقال: "معاشر الناس، إن علياً والطيبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر، والقرآن هو الثقل الأكبر. فكل واحد منهما منبئٌ عن صاحبه وموافق له; لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض.

ثم قال بلهجة حاسمة تبيِّن مقام صاحب الغدير: "ألا انه لا أمير المؤمنين غير أخى هذا! ألا لاتحل امرة المؤمنين بعدى لأحد غيره".

4- من كنت مولاه فهذا على مولاه

عند ما كان أمير المؤمنين عليه السلام واقفاً على المنبر إلى جانب النبي صلى الله عليه وآله أدنى منه بمرقاة، قال صلى الله عليه وآله له: "ادن مني". فاقترب منه أمير المؤمنين عليه السلام فأمسك النبي صلى الله عليه وآله بعضديه ورفع علياً عليه السلام من مكانه حتى حاذت قدماه ركبة النبي صلى الله عليه وآله وشاهد الناس بياض إبطيهما، وقال: "من كنت مولاه فهذا على مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله".

وبعد هذا المقطع من الخطبة الشريفة أعلن النبي صلى الله عليه وآله للناس نزول ملك الوحي عليه يخبره عن إكمال الدين وإتمام النعمة بولاية أمير المؤمنين عليه السلام: "اللهم إنك أنزلت الآية في عليٍّ وليِّك عند تبيين ذلك ونصبك إياه لهذا اليوم: ï´؟الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناًï´¾20; وقلت: ï´؟وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَï´¾21. اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيداً أني قد بلَّغت.

5- إكمال الدين وإتمام النعمة بولاية على عليه السلام

في الفقرة الخامسة قال النبي صلى الله عليه وآله: معاشر الناس، إنما أكمل الله عز وجل دينكم بامامته; فمن لم يأتمَّ به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة، والعرض على الله عز وجل فاولئك الذين هبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون. نبيكم خير نبيٍّ ووصيُّكم خير وصيٍّ، وبنوه خير الأوصياء.

معاشر الناس! ذرية كل نبي من صلبه، وذريتي من صلب عليٍّ.

ألا إنه لا يبغض علياً إلا شقي، ولايوالي علياً إلا تقي، ولا يؤمن به إلا مؤمنٌ مخلصٌ.

ونظـراً إلـى قوله تعالى في الآية ï´؟وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناًï´¾ قال النبي صلى الله عليه وآله: معاشر الناس، قد استشهدت الله وبلَّغتكم رسالتي، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.

معاشر الناس، اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

6- تحذير المسلمين من مؤامرة السقيفة

بعد أن تلا النبي صلى الله عليه وآله عدة آيات التحذير من العذاب واللعنة، قال: بالله مـا عنـى بهـذه الآية إلا قوماً من أصحابي أعرفهم بأسمائهم وأنسابهم وقد أمـرت بالصفـح عنهـم، لأن الله عز وجل قد جعلنا حجةً على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين والغاصبين من جميع العالمين.

وفي هذا المقطع أشار صلى الله عليه وآله إلى خلق نوره ونور أهل بيته وقال: "معاشر الناس، النور من الله عز وجل مسلوكٌ فيَّ، ثم في علي بن أبي طالب، ثم في النسل منه إلى القائم المهدي، الذي يأخذ بحق الله...".

ثم أشار صلى الله عليه وآله إلى أعدائهم الأئمة الذين يدعون إلى النار وقال: معاشر الناس، إنه سيكون من بعدي أئمةٌ يدعون إلى النار، ويوم القيامة لا ينصرون.

معاشر الناس، إن الله تعالى وأنا بريئان منهم.

معاشر الناس، إنهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم، في الدرك الأسفل من النار.

ثم أشار النبي صلى الله عليه وآله إلى وثيقة صحيفة المؤامرة التي كتبها بعض صحابته في حجة الوداع في مكة ووقَّعوا عليها، فقال: ألا إنهم أصحاب الصحيفة، فلينظر أحدكم في صحيفته! وقد بلَّغت ما أمرت بتبليغه، حجةً على كل حاضر وغائب، وعلى كل أحد ممن شهد أو لم يشهد، وُلِد أو لم يولد. فليبلغ الحاضرُ الغائبَ، والوالدُ الولدَ إلى يوم القيامة.

ثم قال: "وسيجعلون الإمامة بعدى ملكاً واغتصاباً. ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين".

ثم ذكر النبي صلى الله عليه وآله قانون الامتحان الإلهي وعاقبة الغاصبين للخلافة فقال: معاشر الناس، إنَّ الله عز وجل لم يكن ليذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب.

معاشر الناس! إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها قبل يوم القيامة ومُمَلِّكها الإمام المهدي، والله مصدقٌ وعده.

7- فريضة مودة أهل البيت عليهم السلام وولايتهم

ثم بيَّن النبى صلى الله عليه وآله بركات ولاية أهل البيت عليهم السلام ومحبتهم، وتلا على الناس سورة الحمد التي هي أم الكتاب وقال: "فيَّ نزلَت وفيهم والله نزلت، ولهم عمَّت وإياهم خصَّت. أولئك أولياء الله الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون...".

ثم تلا صلى الله عليه وآله آيات من القرآن الكريم تتحدث عن أصحاب الجنة وأوضح أن المقصود بهم الشيعة وأتباع أهل البيت عليهم السلام. ثم تلا صلى الله عليه وآله آيات عن أصحاب النار وصرح بأن المراد بهم أعداء أهل البيت عليهم السلام.

ومما قاله صلى الله عليه وآله: ألا إن أولياءهم الذين يدخلون الجنة بسلام آمنين، تتلقاهم الملائكة بالتسليم يقولون: "سلامٌ عليكم، طِبتم فادخلوها خالدين".

ثم نص على الأئمة من بعده وعيَّنهم قائلا: "معاشر الناس، ألا وإني رسول وعلي الإمام والوصي من بعدي، والأئمة من بعده ولده. ألا وإني والدهم وهم يخرجون من صلبه".

8- بشارة النبى صلى الله عليه وآله بالإمام المهدى عجل الله فرجه

وفي مقطع آخر من خطبة الغدير تطرَّق النبي صلى الله عليه وآله إلى ذكر الإمام المهدي أرواحنا فداه، فذكر أوصافه وبشَّر العالَم بالعدل والقسط على يده، فقال:

ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي. ألا إنه الظاهر على الدين. ألا إنه المنتقم من الظالمين. ألا إنه فاتح الحصون وهادمها. ألا إنه غالب كل قبيلة من أهل الشرك وهاديها.

ألا إنه المدرك بكل ثار لأولياء الله. ألا إنه الناصر لدين الله.

ألا إنه الغَرّاف من بحر عميق. ألا إنه يَسِمُ كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله. ألا إنه خيرة الله ومختاره. ألا إنه وارث كل علم والمحيط بكل فهم.

ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمشيِّد لأمر آياته. ألا إنه الرشيد السديد. ألا إنه المُفوَّض إليه.

ألا إنه قد بشَّر به من سلف من القرون بين يديه. ألا إنه الباقي حجةً ولا حجة بعده ولا حق إلا معه ولا نور الا عنده.

ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه. ألا وإنه وليُّ الله في أرضه، وحَكَمه في خلقه، وأمينه في سِرِّه وعلانيته.




 
 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.


رد مع اقتباس