بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
أُعظم لكم الأجر وأُحسن لكم العزاء في استشهاد مولانا ثامن الأئمة وضامن الجنة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ..
سنتوقف سوية ودقائق نتطيب خلالها بأريج مقتطفات من حياة الإمام الرضا عليه السلام ، مستلهمين منها الفضيلة والعلم وحسن الخلق ..
كان مولده الشريف في الحادي عشر من ذي القعدة سنة 148هـ ..
أبوه كاظم الغيظ وحليف السجدة الطويلة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وأمه أم ولد نجمة ويقال تكتم عليها السلام ..
مدة إمامته 20 عاما ، نصفها كانت في عهد اللارشيد المؤذي له والقاتل لأبيه عليهما السلام ، ونصفها الآخر عاصر خلالها عهد المأمون المُتسم بداية عهده بثورات محبي آل البيت ضده لم يرَ لإخمادها إخمادها سبيلاً إلا بتقريب الإمام إليه ، فعينه ولي عهده بالإجبار ..
لم يقبل الإمام ولاية العهد إلا بشرطين هما:
1- أن يعلن المأمون تهديده للإمام.
2- أن لا يتدخل عليه السلام في شئون السياسة.
لقد تمكن الإمام عليه السلام بقبوله لولاية العهد من أن:
- يجعل المأمون يعترف بأحقية أهل البيت عليهم السلام
- يوظف الإعلام العباسي لصالحه عليه السلام من خلال أدعية أئمة الجمعة له وسك النقود باسمه ومديح الشعراء له.
فسحِ المجال له عليه السلام في مناظرة المخالفين له عقيدةً ومذهباً والتي أغاظ بها الملحدين وأضاء بها قلوب الجاهلين وسلم بنور علمه أكابر العلماء.
- ينشر فضائل ومقامات آبائه الأطيبين الأطهار.
- يحقن دماء المسلمين.
كانت شهادته على يد المأمون الحامل لوجهين ، وجه لَّمعَ به ملكه بإظهار حبه للإمام ووجه أظهر فيه حقيقة ما تكنه نفسه الخبيثة من حقد تجاه الإمام ..
لما ضاقت نفس المأمون من وجود الإمام ، استدعاه وقدم له عنباً مسموماً كانت به ختام حياته ليستشهد في آواخر أيام شهر صفر سنة 203هـ وقيل في السابع عشر من صفر من نفس العام عن عمر ناهز 55 عاماً في مدينة مشهد التي طابت بطيب ترابه واستضاءت بشعاع روحه وطهرت بجسده فصارت نبراساً وعلماً ومناراً ومزاراً للمؤمنين على بعد المسافات ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ..