عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2015, 11:04 PM   #7
عضو مميز


الصورة الرمزية الشيخ عباس محمد
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 762
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-15-2017 (06:01 PM)
 المشاركات : 475 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم وجميع الأموات، رد الله عليه بعدد ما مضى ومن بقي من كل إنسان دعوة) (1). وقال (عليه السلام): (دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدر الرزق ويدفع المكروه) (2).
19 - التضرع ومد اليدين: ومن آداب الدعاء إظهار التضرع والخشوع، قال تعالى: *(واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة)*(3)، وقد ذم الله تعالى الذين لا يتضرعون إليه، قال تعالى: *(ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون)*(4). عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: *(فما استكانوا لربهم وما يتضرعون)* فقال (عليه السلام): (الاستكانة هي الخضوع، والتضرع هو رفع اليدين والتضرع بهما) (5). وعن الإمام الحسين (عليه السلام) قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرفع يديه إذ ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين) (6). وروي أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يتضرع عند الدعاء حتى يكاد يسقط رداؤه (7).
(هامش)
(1) بحار الأنوار 93: 391 / 24. (2) الكافي 2: 368 / 2. وأمالي الصدوق: 369 / 1. (3) سورة الأعراف: 7 / 205. (4) سورة المؤمنين: 23 / 76. (5) الكافي 2: 348 / 2، 349 / 6. (6) بحار الأنوار 93: 339 / 9. (7) بحار الأنوار 93: 339 / 10. (*)
ص 45
والتضرع من أسباب استجابة الدعاء، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن الله يستحي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين) (1). والعلة في رفع اليدين هي إظهار الاستكانة والفاقة بين يديه تبارك وتعالى. وقد سأل أبو قرة الإمام الرضا (عليه السلام): ما بالكم إذا دعوتم رفعتم أيديكم إلى السماء؟ فقال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): (إن الله استعبد خلقه بضروب من العبادة.. واستعبد خلقه عند الدعاء والطلب والتضرع ببسط الأيدي ورفعهما إلى السماء لحال الاستكانة وعلامة العبودية والتذلل له) (2). ولليدين وظائف وهيئات في الدعاء تتغير حسب حال الداعي في الرغبة والرهبة والتضرع والتبتل والابتهال، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (الرغبة: تبسط يديك وتظهر باطنهما، والرهبة: بسط يديك وتظهر ظهرهما، والتضرع: تحرك السبابة اليمنى يمينا وشمالا، والتبتل: تحرك السبابة اليسرى ترفعها في السماء رسلا وتضعها، والابتهال: تبسط يديك وذراعيك إلى السماء، والابتهال حين ترى أسباب البكاء) (3). ويكره أن يرفع الداعي بصره إلى السماء، لما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، قال: (مر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على رجل وهو رافع بصره
(هامش)
(1) بحار الأنوار 93: 365 / 11. (2) الاحتجاج: 407. (3) الكافي 2: 348 / 4. (*)
ص 46
إلى السماء يدعو، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): غض بصرك، فإنك لن تراه) (1).
20 - الأسرار بالدعاء: ويستحب أن يدعو الإنسان خفية ليبتعد عن مظاهر الرياء التي تمحق الأعمال وتجعلها هباء منثورا، قال تعالى: *(ادعوا ربكم تضرعا وخفية)*(2). قال الإمام الرضا (عليه السلام): (دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية). وفي رواية أخرى: (دعوة تخفيها أفضل عند الله من سبعين دعوة تظهرها) (3).
21 - التلبث بالدعاء: ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء بل يدعو مترسلا، ذلك لأن العجلة تنافي حالة الاقبال والتوجه إلى الله تعالى، وما يلزم ذلك من التضرع والرقة، كما أن العجلة قد تؤدي إلى ارتباك في صورة الدعاء أو نسيان لبعض أجزائه. قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين، ثم سأل الله عز وجل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عجل العبد ربه، وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عز وجل وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال رسول
(هامش)
(1) بحار الأنوار 93: 307 / 4. (2) سورة الأعراف: 7 / 55. (3) الكافي 2: 345 - 346 / 1. (*)
ص 47
الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سل تعط) (1). وقال (عليه السلام): (إن العبد إذا عجل فقام لحاجته، يقول الله تبارك وتعالى: أما يعلم عبدي أني أنا الله الذي أقضي الحوائج) (2). وقال (عليه السلام): (إن العبد إذا دعا لم يزل الله تبارك وتعالى في حاجته ما لم يستعجل) (3).
22 - عدم القنوط: وعلى الداعي أن لا يقنط من رحمة الله، ولا يستبطئ الإجابة فيترك الدعاء، لأن ذلك من الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء، وهو بذلك أشبه بالزارع الذي بذر بذرا فجعل يتعاهده ويرعاه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله. عن أبي بصير، عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عز وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء. قلت: كيف يستعجل؟ قال (عليه السلام): يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الإجابة) (4). وعليه يجب على الداعي أن يفوض أمره إلى الله، واثقا بربه، راضيا بقضائه سبحانه، وأن يحمل تأخر الإجابة على المصلحة والخيرة التي
(هامش)
(1) الكافي 2: 352 / 6. (2) الكافي 2: 344 / 2. (3) الكافي 2: 344 / 1. (4) الكافي 2: 355 / 8. (*)
ص 48
حباها إياه مولاه، وأن يبسط يد الرجاء معاودا الدعاء لما فيه من الأجر الكريم والثواب الجزيل. جاء في وصية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الإمام الحسن (عليه السلام): (فلا يقنطك إبطاء إجابته، فإن العطية على قدر النية، وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل، وأجزل لعطاء الآمل، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته) (1).
23 - الالحاح بالدعاء: وعلى الداعي أن يواظب على الدعاء والمسألة في حال الإجابة وعدمها، لأن ترك الدعاء مع الإجابة من الجفاء الذي ذمه تعالى في محكم كتابه بقوله: *(وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل)*(2). وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لرجل يعظه: (لا تكن ممن... إن أصابه بلاء دعا مضطرا، وإن ناله رخاء أعرض مغترا) (3). أما في حال تأخر الإجابة فيجب معاودة الدعاء وملازمة المسألة، لفضيلة الدعاء في كونه مخ العبادة، ولأنه سلاح المؤمن الذي يقيه شر أعدائه من الشيطان وحب الدنيا وهوى النفس والنفس الأمارة، ولربما كان تأخير الإجابة لمصالح لا يعلمها إلا من يعلم السر وأخفى، فيكون
(هامش)
(1) نهج البلاغة، الكتاب (31). (2) سورة الزمر: 39 / 8. (3) نهج البلاغة، الحكمة (150). (*)
ص 49
الدعاء خيرا للعبد في الآجلة، أو يدفع عنه بلاء مقدرا لا يعلمه في العاجلة، ولعل تأخير الإجابة لمنزلته عند الله سبحانه، فهو يحب سماع صوته والاكثار من دعائه، فعليه أن لا يترك ما يحبه الله سبحانه. روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: (إن المؤمن يسأل الله عز وجل حاجة فيؤخر عنه تعجيل إجابته حبا لصوته واستماع نحيبه) (1). وعليه يجب الالحاح بالدعاء في جميع الأحوال، ولما في ذلك من الرحمة والمغفرة واستجابة الدعوات. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (رحم الله عبدا طلب من الله عز وجل حاجة فألح في الدعاء، استجيب له أو لم يستجب) (2). وعن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: (والله لا يلح عبد مؤمن على الله عز وجل في حاجته إلا قضاها له) (3). وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن عز وجل كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة، وأحب ذلك لنفسه، إن الله عز وجل يحب أن يسأل ويطلب ما عنده) (4).
24 - التقدم في الدعاء: ومن آداب الدعاء أن يدعو العبد في الرخاء على نحو دعائه في
(هامش)
(1) الكافي 2: 354 / 1. وقرب الإسناد: 171. (2) الكافي 2: 345 / 6. (3) الكافي 2: 345 / 3. (4) الكافي 2: 345 / 4. (*)
ص 50
الشدة، لما في ذلك من الثقة بالله والانقطاع إليه، ولفضله في دفع البلاء واستجابة الدعاء عند الشدة. قال الإمام الصادق (عليه السلام): (من سره أن يستجاب له في الشدة، فليكثر الدعاء في الرخاء) (1). وكان من دعاء الإمام السجاد (عليه السلام): (ولا تجعلني ممن يبطره الرخاء، ويصرعه البلاء، فلا يدعوك إلا عند حلول نازلة، ولا يذكرك إلا عند وقوع جائحة، فيضرع لك خده، وترفع بالمسألة إليك يده) (2).
25 - التختم بالعقيق والفيروزج: ويستحب في الدعاء لبس خاتم من عقيق أو من فيروزج، لقول الإمام الصادق (عليه السلام): (ما رفعت كف إلى الله عز وجل أحب إليه من كف فيها عقيق) (3). ولقوله (عليه السلام): (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل: إني لأستحي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فيروزج فأردها خائبة) (4).
26 - الآداب المتأخرة عن الدعاء: وهناك جملة آداب متأخرة عن الدعاء، أكدت عليها النصوص الإسلامية، وفيما يلي أهمها:
(هامش)
(1) الكافي 2: 343 / 4. (2) بحار الأنوار 94: 130. (3) عدة الداعي: 129. (4) بحار الأنوار 93: 321. (*)


يتبع


 

رد مع اقتباس