بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
وقبر بطوس يالها من مصيبة .. ألحت على الأحساء بالزفرات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً .. يُفرج عنا الهم والكربات
اشتعلت شرارة الحسد وتوقدت نار الحقد في نفس المأمون لكثرة ما رأى من فضائل ومناقب لسلطان آل محمد الإمام علي بن موسى الرضاء عليه السلام ، والتي حاول إخفاءها بكل ما أوتي من قوة إلا أنه فشل والسبب أن الله كان للإمام ناصراً ولمناقبه حافظاً ولمقامه رافعاً ولشعاع نور علمه ناشراً ..
ارتفع لهيب تلك النار حتى وصل لقلب المأمون الأسود فاذاب ما به صبغة نفاق أظهر بها حبه له ليخمد ثورة شيعة الإمام عليه السلام ..
لما بدا الرين على قلب المأمون وأخذت نار الحقد تأكل في تلك القطعة السوداء النابضة بدماء الغيظ ، صار يبحث عن وسيلة يتخلص بها من قلب الإمام الرضا النابض بود الله ونوره المشع بعلم رسول الله وعطره الفائح بطيب الصفات ، حتى توصل لوسيلة يُنهي بها حياة الإمام بلا تُهمة توجه إليه في ذلك ، هذه الوسيلة اتخذها من قبله آباؤه اللئام ضد آباء الإمام الرضا الكرام عليه وعليهم الصلاة والسلام ..
استدعى المأمون الإمام الرضا فخرج إليه برفقة أبي الصلت الهروي وحينما اقترب من باب القصر قال الإمام لأبي الصلت سأدخل على هذا الفاجر فإن خرجت وأنا مكشوف الرأس فكلمني وإن خرجت وأنا مغطى الرأس فاعلم أني مشغول بنفسي ..
دخل الإمام الرضا على المأمون فاستقبله بحفاوة وأجلسه بجانبه وناوله عنقود عنب قائلاً له أرأيت عنباً أحسن من هذا ، قال له الإمام نعم انه عنب الجنة ، ثم قال له كل منه فقال له الإمام أولا تعفيني منه قال له لابد لك من أكله ، ما يمنعك؟ اوتتهمنا بشيء؟ أكل منه الإمام ثلاث حبات وقام فسأله المأمون إلى أين؟ أجابه عليه السلام إلى حيث وجهتني ..
هكذا ارتحل مولانا الرضا عن هذه الدنيا غريباً في ديار بعيدة شهيداً محتسباً بعد حياة مليئة بالعطاء ناشرة لفضائل الأنبياء هادية الأمة لطريق الخير الموصل لنعيم الجنان ..
السلام على ضامن الجنان ، السلام على شمس الشموس ، السلام على أنيس النفوس ، السلام على من سلمت عليه المنارة ورأسها معكوس ، السلام على سلطان آل محمد ، الإمام الرضا الراضي بالقدر والقضى يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً ، والسلام على محبيه وزائريه والسلام على من افتجع قلبه وبكت عيناه ممن قرأ هذه السطور المتواضعة والتي ذكرت فيها سبباً من أسباب إنهاء حياته على يد لعين من لعناء بني العباس أظهر الحب وأضمر العداء لمولانا الرضا عليه السلام ..
صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)