بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
تحية صباحية تفوح بعطر علي وتشع بنوره الجذاب ..
إن هذه الأيام الجميلة والعظيمة من شهر ذي الحجة مفعمة بالأحداث الطيبة والعظيمة والتي بها تجلت مناقب علي عليه السلام ..
لا أبالغ إن قلت إن شهر ذي الحجة بأكمله تجلت فيه مناقب وفضائل إمام المتقين وسيد الموحدين وأمير المؤمنين علي عليه السلام ..
بدأت أيامه بزواج الميمون بفاطمة الزهراء عليهما السلام والذي باركه الله في السماء وطابت له الأرض وهنئت بالإحتفاء به الأمة يقودها سيد الأنام ..
وفي الثامن عشر من ذي الحجة توج الله علياً ولياً على الأمة يهديها لسبيل الرشاد ..
وهاهي ذي العشر الأواخر تشع بنور علي وتفوح عطراً بفضائله الزكية ، فلا يكاد يخلو يوماً منها عن منقبة وفضيلة يسجلها التاريخ بحروف من نور ووسام يُقلد به من رب العباد يبدي خلاله عظمة وشأن علي عليه السلام ..
في هذه الأيام يباهل رسول آله صلى الله عليه وآله نصارى نجران بعلي والزهراء والحسن والحسين ، لتنزل في ذلك آية المباهلة قائلة فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِين 61 سورة آل عمران مبدية وبجلاْ أن علياً عليه السلام نفس خاتم الأنبياء ..
يظهر الله عظمة علي عليه السلام ومكانته في الأمة وذلك حينما تصدق بخاتمه لفقير في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو راكع خاشع لرب العباد لتنزل فيه آية تبين ولايته على الأمة ، يقول العزيز الحكيم: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُون 55 سورة المائدة ..
أيام من أيام الله أظهر الله فيها أسمى معاني الإيثار لبيت رفعه الله بذكره وطيبه بوده ، إنه بيت علي ذلك البيت الذي شهد السمو والرفعة لأفرادٍ عاشوا فيه هانئين بطاعة الله ، يصوم علي وأفراد أسرته نذراً لله ثلاثة أيام يقضونها جياعاً لا يذوقون فيها إلا قراح الماء ، حيث يأتيهم عند إفطارهم في اليوم الأول مسكينٌ فيدفعون إليه طعامهم قربة لله ورغبة في ثوابه ، ويقضوا ليلتهم ويومهم صياماً ، وفي ثاني الأيام يطرق بابهم يتيم ، فيعطونه طعامهم ويكتفون بالماء قربة لله ، وفي اليوم الثالث يأتي لبابهم أسيرُ فيرفعون إليه طعامهم ويقضوا بذلك ليتهم الثالثة على ما قضوا عليه يوميهم وليلتيهم السابقتين ، ليصبحوا مرتعشين من الضعف بسبب الجوع ، ليكرمهم العظيم الوهاب بسورة هل أتى يبين فيها عظمتهم وعظيم منزلتهم عنده وشكره لهم على سعيهم الطيب وفعلهم العظيم ويبين وبجلاء عظمة النعيم الذي يتقلبون فيه في آخرتهم بسبب إخلاصهم لله ورغبتهم في طاعته ورضاه ، جميل منكم أحبتي أن تتلوا هذه السورة المباركة وتتدبروا في عظيم آياتها لتتعرفوا على عظيم فعلهم وعظمة منزلتهم عند الله ..
صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)