بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..


إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55 سورة المائدة ..




نعم: إنه علي نفس النبي ومن بسيفه قام دين الله وبعلمه استنارت العقول ، إنه علي حليل الزهراء وأبا المصابيح الهداة ، إنه علي شمس الدين المشرقه بهدي خير المرسلين والمضيئة بعلوم الأولين والآخرين ، إنه علي فارس الهيجاء وفتى الإسلام القاهر لأعداء الدين ، إنه علي الذي ضربته في يوم الخندق تعدل عمل الثقلين إلى يوم الدين ، إنه علي ربيب الرسالة المحمدية والحافظ لها من أن تمحى بفعل الظالمين ..



اليوم شاء الله أن يتوج علياً أميراً على المؤمنين فأمر نبيه سيد المرسلين صلى الله عليه وآله بأن يبلغ هذا الأمر للمسلمين وأن يشهدهم على ولايته على الأمة، قال العزيز الحكيم يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين 67 سورة المائدة ..



وحينما بلغ رسول الله ما أٌنزل إليه من ربه نزلت الآية الشريفة وفيها الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ... 3 سورة المائدة ..



نعم: بولاية علي كمل الدين وتمت النعمة واستارت الدنيا بنور هديه وتطيبت بأريج نهجه ليبقى ذلك الطيب فواحاً من ذلك اليوم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله من كنتُ مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والي من والاه وعادي من عاده وانصر من نصره واخذل من خذله وإلى أن يرث الأرض ومن عليها ، فولايته عليه السلام تغسل القلوب من الأردان وتطيب النفوس من الأحقاد وتديم الخير على العباد ..



لستُ هنا في مقام ذكر أحداث ذلك اليوم الجميل فكتب العلماء سنة وشيعة سطرت ذلك الحدث بماء الذهب ليبقى لامعاً ما بقيت الدنيا يراه بجلاء من له قلب سليم ، بل أردتُ وهذه الدقائق المعدودة أن أبدي فرحتي بمن بخبخ له كبار الصحابة بأنه أمير للمؤمنين وسيد الموحدين وإمام المتقين ومن هو من رسول الله بمنزلة هارون من موسى إلا أن الله شاء أن يختم الرسالة بمحمد النبي الأمين ، وأن يجعل امتداد الإمامة الحافظة للرسالة المحمدية بعلي وأولاده المنصوص عليهم بأحاديث معتبرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله عند أغلب علماء المسلمين ، وأن أهنئ بهذه المناسبة إمام الحق وصاحب الأمر المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف وأبارك للأمة هذا الحدث العظيم وأدعو ربي أن يجمعهم على الهدى والتمسك بحبل الله المتين فهور وربي سبيلهم للخلاص من البلاءات وإطفاء نيران الفتن المشتعلة في محيطهم من اليوم الذي فيه مال الناس عن علي واتخذوا من هو دونه ولياً وإماماً لهم يسير بهم متخبطاً إلى ما فيه الضلال المبين ..




صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)