عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2013, 10:59 AM   #4
مشرف


الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 542
 تاريخ التسجيل :  Oct 2012
 أخر زيارة : 11-01-2014 (05:41 AM)
 المشاركات : 114 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



واما الاية الثانية من السورة المباركة الاسراء
لاحظ في هذه الايات المباركة من سورة الاسراء كيف ان الانسان هو المسؤول عن كل عمل عمله صغيرة او كبيرة وقد علق كتاب اعماله في عنقه وهو بنفسه يقرء ما عمله بنفسه وهل هناك دليل اوضح من هذه الايات ؛ ثم ساكتب لكم تفسير الايات من المفسرين وهم علماء الشيعة المعروفين واولها تفسير الامثل وهو لسماحة الشيخ مكارم شيرازي دام ظله

وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ في‏ عُنُقِهِ وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (13)اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى‏ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسيباً (14)
مَنِ اهْتَدى‏ فَإِنَّما يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ وَ ما كُنَّا مُعَذِّبينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)(الاسراء)

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏8، ص: 421
الآيات [سورة الإسراء (17): الآيات 13 الى 15]
وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (13) اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى‏ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14) مَنِ اهْتَدى‏ فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)
التّفسير
أربعة أصول إسلامية مهمّة:
لقد تحدّثت الآيات القرآنية السابقة عن القضايا التي تتصل بالمعاد و الحساب، لذلك فإنّ الآيات التي نبحثها الآن تتحدّث عن قضية «حساب الأعمال» التي يتعرض لها البشر، و كيفية و مراحل إنجاز ذلك في يوم المعاد و القيامة حيث يقول تعالى: وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ.
«الطائر» يعني الطير.
و لكن الكلمة هنا تشير إلى معنى آخر كان سائدا و معروفا بين العرب، إذ كانوا يتفألون بواسطة الطير، و كانوا يعتمدون في ذلك على طبيعة الحركة التي يقوم بها الطير. فمثلا إذا تحرّك الطير من الجهة اليمنى، فهم يعتبرون ذلك فألا حسنا و جميلا. أمّا إذا تحرّك الطير من اليسرى فإنّ ذلك في عرفهم و عاداتهم علامة الفأل السي‏ء، أو ما يعرف بلغتهم بالتطيّر، من هنا فإنّ هذه الكلمة غالبا ما كانت تعني الفأل السي‏ء في حين أنّ كلمة التفؤل (عكس التطيّر) كانت تشير إلى الفأل الجميل الحسن.
و في الآيات القرآنية ورد مرارا أنّ «التطيّر» هو بمعنى الفأل السي‏ء حيث يقول تعالى في الآية (131) من سورة الأعراف: وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى‏ وَ مَنْ مَعَهُ و في الآية (47) من سورة النمل نقرأ أيضا: قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ و الآية تحكي خطاب المشركين من قوم صالح عليه السّلام لنبيّهم.
بالطبع عند ما نقرأ الأحاديث و الرّوايات الإسلامية نراها تنهى عن «التطيّر» و تجعل «التوكل على اللّه» طريقا و أسلوبا لمواجهة هذه العادة.
و في كلّ الأحوال فإنّ كلمة «طائر» في الآية التي نبحثها، تشير إلى هذا المعنى بالذات، أو أنّها على الأقل تشير إلى مسألة «الحظ و حسن الطالع» التي تقترب في أفق واحد مع قضية التفؤل الحسن و السي‏ء، إنّ القرآن- في الحقيقة- يبيّن أنّ التفؤل الحسن و السي‏ء أو الحظ النحس و الجميل، إنّما هي أعمالكم لا غير، و التي ترجع عهدتها إليكم و تتحملون على عاتقكم مسئولياتها.
إنّ تعبير الآية الكريمة، بكلمتي «ألزمناه» و «في عنقه» تدلان بشكل قاطع على أنّ أعمال الإنسان و النتائج الحاصلة عن هذه الأعمال لا تنفصل عنه في الدنيا و لا في الآخرة، و هو بالتالي، و في كل الأحوال عليه أن يكون مسئولا عنها، إذ أنّ الملاك هو العمل دون غيره.
يقول القرآن بعد ذلك: وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً. و من الواضح أنّ المقصود من «الكتاب» في الآية الكريمة هي صحيفة الأعمال لا غير.
و هي نفس الصحيفة الموجودة في هذه الدنيا و التي تثبّت فيها الأعمال، و لكنّها هنا (في الدنيا) مخفية عنّا و مكتومة، بينما في الآخرة مكشوفة و معروفة.
إنّ التعبير القرآني في كلمتي «نخرج» و «منشورا» يشير إلى هذا المعنى، إذ نخرج و ننشر ما كان مخفيا و مكتوما.
و بالنسبة الصحيفة الأعمال و حقيقتها و ما يتعلق بها، فسيأتي البحث عنها في نهاية هذه الآيات.
في هذه اللحظة يقال للإنسان: اقْرَأْ كِتابَكَ، كَفى‏ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً يعني أنّ المسألة- مسألة المصير- بدرجة من الوضوح و العلنية و الانكشاف، بحيث أن كل من يرى صحيفة الأعمال هذه سيحكم فيها على الفور- مهما كان مجرما- لماذا؟ لأنّ صحيفة الأعمال هذه- كما سيأتي- هي مجموعة من آثار الأعمال أو هي نفس الأعمال، و بالتالي فلا مجال لانكارها فإذا سمعت- أنا- صوتي من شريط مسجّل، أو رأيت صورتي و هي تضبط قيامي ببعض الأعمال الحسنة أو السيئة، فهل أستطيع أن أنكر ذلك؟ كذلك صحيفة الأعمال في يوم القيامة، بل هي أكثر حيوتة و دقة من الصورة و الصوت! الآية التي بعدها تّوضح أربعة أحكام أساسية فيما يخص مسألة الحساب
و الجزاء على الأعمال، و هذه الأحكام هي:
1- أوّلا تقرّر أنّ مَنِ اهْتَدى‏ فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ حيث تعود النتيجة عليه.
2- ثمّ تقرّر أيضا أنّ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها.
و قرأنا نظير هذين الحكمين في الآية السابعة من هذه السورة في قوله تعالى:
إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها.
3- ثمّ تنتقل الآية لتقول: وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏.
«الوزر» بمعنى الحمل الثقيل. و أيضا تأتي بمعنى المسؤولية، لأنّ المسؤولية- أيضا- حمل معنوي ثقيل على عاتق الإنسان، فإذا قيل للوزير وزيرا، فإنّما هو لتحمله المسؤولية الثقيلة على عاتقه من قبل الناس أو الأمير و الحاكم.
طبعا هذا القانون الكلّي الذي تقرّره آية وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ لا يتنافى مع ما جاء في الآية (25) من سورة النحل التي تقول: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ لأنّ هؤلاء بسبب تضليلهم للآخرين يكونون فاعلين للذنب أيضا، أو يعتبرون بحكم الفاعلين له، و لذلك فهم في واقع الأمر يتحملون أوزارهم و ذنوبهم، و بتعبير آخر:
فإنّ «السبب» هنا هو في حكم «الفاعل» أو «المباشر».
كذلك مرّت علينا روايات متعدّدة حول مسألة السنّة السيئة و السنّة الحسنة، و التي كان مؤدّاها يعني أنّ من سنّ سنة سيئة أو حسنة فإنّه سيكون له أجر من نصيب العاملين بها، و هو شريكهم في جزائها و عواقبها، و هذا الأمر هو الآخر لا يتنافى مع قاعدة وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ لأنّ المؤسس للسنّة، يعتبر في الحقيقة أحد اجزاء العلة التامّة للعمل، و هو بالتالي شريك في العمل و الجزاء



 

رد مع اقتباس