بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
آاااه وإن خرجت بحرارة من قلبي المفجوع وتزفرتُ بها متألماً على مصاب سيد الساجدين وزين العابدين الإمام علي بن الحسين عليهما السلام ، فإنها والله لحقيرة ، كيف لآهاتي أن أن تكون بلسماً لذلك الجُرح الذي أدمى قلب الزهراء فظلت تنوح عليه في مآتم شيعته ومحبيه .. كيف لآهاتي أن تكون نسيماً بارداً أروح بها عن قائم آل محمد لتهدأ آلامه وتُنسى أحزانه وتتوقف دموعه من أن تنهمر أسى وتحسراً على فضاعة الجرم الذي حل بجده زين العباد أفزع الكون ليضج له باكياً وعلى مصابه نائحاً .. إن آاااهاتي لن لا يبدو لها أثراً أمام عويل الزهراء وبكاؤها ولن يُسمع لها صدىً أمام صرخة صاحب الزمان ، إلا أنها على حقارتها تُبدي المواساة للزهراء البتول وقائم آل الرسول صلوات الله عليهم أجمعين
نعم أحبتي: في هذا اليوم امتدت يد البغي إلى مولانا الإمام السجاد عليه السلام بعد أن غاضها ما رأت منه من علمٍ وحلمٍ وخُلقٍ عظيم ، ومكانة الطيبة يشيد له بها عامة المسلمين فما كان منها إلا أن دست إليه السم النقيع ، فالوليد بن عبد الملك لم يحتمل وجود الإمام ونوره الوضاء فقرر أن يُطفئ ذلك النور باغتياله له عليه السلام .. خاب وخسئ وباء بخزي الله ولعنة التاريخ على مر العصور .. فها هو نور الإمام باقٍ بشعاعه الزاهر يضيء قلوب المؤمنين على مر الزمان
أحبتي: بعد أن طفتُ بألم وحزن أقرحا جفوني وأدميا قلبي على مصاب هذا الإمام العظيم سأطوف بكم وجملة من أقوال المخالفين في فضله وعظمته وعلمه وما يتمتع به من خُلقٍ عظيم ، قال الزُهري مَا رَأَيْتُ قرشياً أَفْضَلُ مِنْهُ وقال سعيد بن المسيب مَا رَأَيْتُ قَطُّ أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وقال مالك بن أنس سُمِّيَ زَيْنِ الْعَابِدِينَ لِكَثْرَةِ عِبَادَتُهُ وقال سفيان بن عيينة مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيّاً أَفْضَلَ مِنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ وَلَا أَفْقَهُ مِنْهُ وتحدث الشافعي عن فقهه قائلاً أنه أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ونقل ابن كثير في الجزء التاسع من البداية والنهاية رواية عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري قال فيها كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ الْحُسَيْنُ فِي حَجْرِهِ وَ هُوَ يُلَاعِبُهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا جَابِرُ ، يُولَدُ لَهُ مَوْلُودُ اسْمُهُ عَلَيَّ ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ لْيُقِمْ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ فَيَقُومُ وَلَدِهِ ، ثُمَّ يُولَدُ لَهُ وَلَدُ اسْمُهُ مُحَمَّدٍ ، فَإِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَهُ يَا جَابِرُ فَاقْرَأْهُ مِنِّي السَّلَامَ
وبعد أن بينتُ مكانة وعظمة الإمام السجاد من خلال أقوال مخالفيه فيه أختم سطوري بتقديم التعازي لمولانا الإمام الحجة عجل الله فرجه وإلى عموم شيعة آل محمد وإليكم أيها الأحبة داعياً المولى أن يكتبكم من المحيين لأمره والمعظمين لشعيرة من شعائر الله بالبكاء على مصابه وأدعوه جل وعلا أن يُبلغكم في الدنيا زيارته ويوم الورود شفاعته ومجاورته في نعيم الجنان

صــ آل محمد ــــداح