بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
لنتأمل في هذا المقطع من دعاء الندبة الحاوي آهات وآلام مولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه حزنا على ما جرى على آبائه الطيبين من تشريد وقتل من قبل
أعداء الله الحاسدين لهم على ما آتاهم الله من عظيم المنزلة وجلالة القدر لإخلاصهم له في التوحيد وعدم الميل الهوى والإنصياع إلى الدنيا وعدم مجاراتهم للبغاة حكام الجور الذين غاضهم ما فعله أمير المؤمنين بأشياخهم في بدر وأحد وحنين خفظاً لدين الله متوجاً فعله الطيب في سبيل وإعلاءاً لكلمة الله بقتله للناكثين والقاسطين والمارقين مما دعاء بأحفادهم الملاعين إلى نصب العداء له ولأولاده الطاهرين ، فعاهدوا أنفسهم على أن يفعلوا بهم تلك الجرائم البشعة التي يندى لها الجبين على مر الزمان
لنعد سوية إلى ما ما بدأتُ به سطوري هذه متأملين في هذا القطع من دعاء الندبة المبارك
يقول صاحب الزمان عليه السلام ( هل قذيت عين فساعدتها عيني على القذا )
المتأمل في هذا المقطع يصل به إلى دعوة الإمام عليه السلام إلى من يحمل قلبا رحيما وعقلا سليما وعيناً ملأى بماء الحزن أن لا يحبس صاحبها ذلك الماء بل يدع عينه تفجر ما فاض منها من دموع الحزن نبعا ليظهر من خلال ذلك وتألمه واستنكاره وندبه لما جرى على أولياء الله من ظلم وجور وتشريد وقتل على أيدي أولياء الشيطان وليكن صاحب تلك العين على يقين أن إمام زمانه سيكون معه باكيا ولحزنه مباركا فلا يتحرج من إنزال دمعته ولا يتحفظ أو يتحرج من ابداء حزنه وليكن على علم بأن دمعته هذه ستطفئ نار سخط الله عليه ليكون مع أولياء الله الصابرين على البلاء في نعيم جناته وعظيم رضوانه وواسع رحمته .. ليدع اللائمين يقولوا ما يشاءون ولا يجاريهم فيما يهمزون فهم لن ينفعوه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إل من أتى الله بقلب سليم بل إن عمل بما يريدون فيسكون مصيره مرتبطاً بمصيرهم الأسود وسيرى حينها وبال مجاراته لهم واعتنائه بأقوالهم الخلود في ويلات الجحيم فهم ضالون مضلون والتابع لهم هالكٌ لا محالة
وفي الختام يسعدني أن أطيب نفوسكم بهذه الأبيات التي تُ ندب الإمام لآبائه الكرام وبكائه عليهم دماً لا دموعاً والأبيات هذه مقطع من قصيدة رائعة مطلعها أنا ما أملك وجودي لأحد خدام آل البيت عليهم السلام
من وحي المعصوم أنقل مو أدلة واهية
وبدعاء الندبة اقرأ والزيارة الناحية
شوف شعني بها الكلام
اتأمل بقول الإمام
هنا ندب هل قذيت عين ويا عيني الباكية
مو دمع بيكي إمامك بالدماء الجارية

صــ آل محمد ــداح