بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
لحظات تفوح بعطر سيدة طيبها الله بنسائم الود له والإيمان به والشوق لساعات ذكره في سحر الليالي تناجيه وتخاطبه بخطاب الأحبة بقلبها الخاشع وعينها الدامعة راجية بذلك رضاه ..
نعم: إني سأحط الرحل معكم أيها الأحبة في هذه الدقائق المعدودات في بقعة أحبها الله وباركها وجعلها حوزة علمية ومدرسة محمدية تُخرج العلماء والمراجع العظام قد باركها الله ونورها بعلم آل البيت عليهم السلام كرامة لمن حطت رحلها فيها واتخذت منها مرقدا لنومتها الطويلة بعد رحلة عناء مقصدها رؤية أخيها وإمام زمانها ضامن الجنان عليهما السلام إلا أن الله أراد لها الخلود في هذه البقعة بطيب الذكر لتُعطر بنسائمها الطاهرة أفئدة المؤمنين وتُسعد حياة قاصديها بقضاء الحاجات ودفع البلاءات وتفريج الهموم وكشف الكُربات ، كرامة من الله لها وتعظيما منه لشأنها لإخلاصها له قولاً وفعلاً، ولمعرفتها بحق من وجبت عليها ولايته أعني بذلك أخيها الرضا عليه وعليها السلام ..
أحبتي آمل أن تكون سطوري هذه ممتعة وقراءتها ميسرة وإن طالت فهي طيبة وجميلة لأنها في ذكر سيدة جليلة من سيدات بني هاشم أشرق نورها على هذه الدنيا في هذا اليوم لتُنير نفوس المؤمنين بما تحمل من مخزون العلم المحمدي الذي استقته من أبيها الإمام الكاظم وأخيها الإمام الرضا عليهم جميعاً سلام الله وأبت إلا أن تروي به العقول وتُضيء به النفوس فكان لها ذلك بفضل الله ومنِهِ عليها ..
ها هي قم المقدسة اليوم تزهر بأنوار علمها وتشع بنور مرقدها وتتنفس نسائم ونفحات أخلاقها فكانت وما زالت قم مدرسة رائدتها هي لأنها بابٌ من أبوب علم آبائها الكرام ينهل منه كل من أراد أن يسمو بفكر الأطهار
أختم رحلتي الطيبة هذه بأسمى آيات التهاني والتبريكات لكم ياشيعة آل محمد ومحبي هذه الطاهرة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام إطلالتها وإشراقة نورها على هذا الكون

صــ آل محمد ــداح