بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
سيدي حبيس الطوامير
ها هي يد الجور اليوم تمتد لتبطش بشيعتك ومحبيك الزاحفين إليك بصدور عارية وأرواح محمولة على الأكف .. فبالأمس تطاولت زمرة منهم عليك منكلة بك بعد أن ضاقت ذرعاً من وجودك المبارك ونفسك الطيبة الحاوية للخير والحاملة لهدي الرسالة المحمدية
نعم مولاي وجودك يتعارض ومصالحهم فأنت تدعوا إلى الله وتعمل بما فيه خير الأمة وصلاحها متخذلاً لذلك سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وحيث أنهم طغاة جور قد بايعوا الشيطان وتعهدوا بأن يكونوا مستسلمين لإغوائه ، حباً في الدنيا وعبادة للهوى وانقياداً للنفس الدنيئة ،
يرون أنك بفعلك الطيب وفكرك النير وخلقك العظيم ستكون نداً لهم ومعارضاً لجرائمهم لذا حاولوا في البدء أن يحبسوك في طواميرهم علهم بذلك يحدوا من حركتك ويبعدوك عن شيعتك ويوقفوا مسيرتك في الدعوة إلى الله .. لكنهم وبعد أن فشلوا في أن يعيقوا تلك المسيرة الطيبة والنهج القويم الذي انتشر وفاح عطره رغماً عن أنوفهم ، قرروا أن يتخلصوا منك بأسلوب دنيء لا يفعله إلا الجبناء ، وذلك بدسهم السم في طعامك وأنت محبوس في طواميرهم صائماً نهارك قائماً ليلك وحيداً غريباً بعيداً عن الوطن والعشيرة ، وبعد أن غيبوك عن هذه الحياة أرادوا أن يحرقوا قلوب المؤمنين فحملوك وطرحوك على الجسر بمشهد من أحبتك ليفتجعوابرحيلك عن هذه الحياة بهذه الوحشية وهذا الأسلوب الذي لا يصدر عن إنسان يحمل صفات الإنسانية فضلاً عمن يدعي الخلافة على المسلمين
نعم سيدي اليوم نجد الفعل يتكرر فكما أن أيدي الجور بالأمس غيبتك عن شيعتك ها هم اليوم أبناؤهم الحاقدين عليك وقد امتدت أيدهم ليلطخوها بدماء الأبرياء من شيعتك الذين عاهدوا الله أن يسيروا والركب الذي أنت فيه وإن حدقت بهم الأخطار وظفرت بهم أسلحة الدمار التي وجهتها تلك النفوس الخبيثة إلى صدورهم علها بذلك تعيق زيارة محبيك لك مظهرين بيعتهم لك ومتعهدين بالأخذ بثأرك ، غير عابئين بالإرهاب ولا خائفين من البطش .. توجهوا إليك بصدور عارية ونفوس تتوق إلى الشهادة وهي في طريقها إليك
نعم .. ها هم يتسابقون على ورود المنية لكي يُسجلَوا في زمرة الزائرين لك .. ملتمسين بذلك شفاعتك ومرافقتك إلى مستقر رحمة ربك ليكونوا بجوارك وآبائك الكرام وأبنائك العظام لينعموا بسلام الله ورضوانه مع الصابرين من عباد الله .. المبشرين بنعيم جنانه
نعم سيدي .. أنت بالأمس كتبت بروحك الزكية ونفسك المباركة رسالة مفادها أن من كان مع الله لا يهاب الجور ولا يخشى البطش .. يطلب الشهادة في سبيل بقاء الدين غضاً طرياً ، واليوم أحباؤك يقتدون بك في ذلك وها هم وبمسيرهم إليك مشياً على الأقدام غير عابئين بأسلحة الدمار يوصلون رسالة مفادها أن من تولاك واهتدى بهداك لا يرهبه الحاقدون ولا يعيقه المناوئون للحق وإن ربطوا في بطونهم أحزمة ناسفة يمزقون بها أجسادهم ، فما فعلهم هذا إلا خير لمحبيك حيث به ينتقلون من هذه الدار الفانية إلى نعيم الله الخالد بجوار جدك المصطفى وأبيك المرتضى وأمك الزهراء وآبائك الكرام وأنت رفيقهم يفخرون بصحبتك إلى رضوان الله ، وشر لأولئك الجهلة الذين مزقوا أجسادهم قبل أن يمزقوا أجساد المؤمنين بسلاح الحقد لينتقلوا به من هذه الدنيا التي أغرتهم قعر جهنم وويلات العذاب

صــ آل محمد ــداح