بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
أيها الموالون: يسعدني أن أتقدم لكم بأسمى آيات التهاني والتبريكات وأرق وأعذب التحيات بمناسبة إشراقة مشكاة الأنوار الزهراء التي أزهرت بحسن تبتلها لخالقها العظيم لسكان السموات كما تُزهر النجوم لسكان الأرض
عظمت عند خالقها بتقواها وإيمانها ، لتصل إلى منزلة يرضى لرضاها ويغضب لغضبها وهذا ما لم نجده لغيرها من النساء مهما عظمت
أيها الأحبة: إننا اليوم ضيوف خير المرسلين ذهبنا إلى حيث سكناه بقلوبنا ننتظر بشوق اللحظة التي يُبشر فيها بميلاد بضعته الزاهرة والكوثر النابع بالخير والبركة لنلتمس البركة ونُغمر برحمة الله علينا
وقفنا على باب من لا يخيب من طرقه باب من جعله الله رحمة للعالمين وبضعته الطاهرة التي تُمثل النهر الفائض بالبركات ، لننعم بأفضال إشعاعة نورها
جئنا نهنئ بها سيد الكونين ونُسعد قلب خديجة أم المؤمنين التي ضاق صدرها حينما رأت نساء قريش قد امتنعن من أن يلينها كما هي عادة النساء في مثل هذه الظروف
نقول لها سيدتنا: انظري إلى مُحبيكِ ومحبي ابنتكِ من النساء قد أتين من كل أصقاع الأرض ليلين ولادتكِ بها ويستبشرن بإشراقة نور الزهراء البتول
إن كن نساء قريش قد أحجمن عن مقابلتكِ فالمؤمنات اليوم قد ملأن بيتكِ يلتمسن البركة منكِ ومن إبنتكِ البتول العذراء ، فلا تهتمي ولا تغتمي لامتناع تلك النساء المشركات من مقابلتكِ ، فالله أراد أن يقابلنكِ نساء طاهرات تقيات نقيات في لحظة ولادتكِ بالزهراء ، لم تتلوث نفوسهن بعبادة الأوثان فأنزل لمقابلتكِ أطيب النساء وأطهرهن تقدمهن سارة زوجة نبي الله إبراهيم ، وآسية بنت مزاحم تلك المؤمنة التي وقفت صامدة في وجه أعتى الطواغيت ، ومريم ابنة عمران تلك الطاهرة التي أحصنت فرجها فحملت بالمسيح وكلثم اخت نبي الله موسى التي كان لها الفضل في لقاء أم موسى بوليدها في مجلس عدوها فرعون الذي آل على نفسه قتل ابنها ليرتاح من شبح التهديد ليبقى متربعاً على عرش الظلم فقهره الله وأغرقه في اليم على يدي ذلك الوليد
واليوم قد توجهن إلى بيتكِ سيدتي نساؤنا ليهنئنكِ بميلاد المباركة سيدة نساء العالمين ، ونحن الرجال قد توجهنا بقلوبنا بعلكِ رسول الله صلى الله عليه وآله مهنئين وله مباركين إطلالة من بها فاض نسله ليغطي الكُرة الأرضية بأكملها رغماً عن شانئيه ، فكم هي سعيدة هذه اللحظة وكم هو جميل هذا اليوم الذي تلألأ بنور الزهراء عليها السلام
أختم هنا سطوري الطيبة هذه بهذه الأبيات لأحد شعراء المسلمين العارفين لحق الزهراء ولمكانتها مظهرين
يقول فيه
جنبِ بيتي بيتها ،، مجلسي يحلا بها
الله شرف قدرها ،، هكذا النبي يقول
فاطمٌ فاطمٌ فاطمٌ ،، بنت الرسول
فاطمٌ فاطمٌ ،، فاطم هي البتول

صــ آل محمد ــداح