عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-29-2012, 12:35 PM
عضو مميز
صداح آل محمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 123
 تاريخ التسجيل : Jun 2011
 فترة الأقامة : 5130 يوم
 أخر زيارة : 04-21-2016 (11:12 AM)
 المشاركات : 1,336 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سكينة والجرح الدامي



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
سأُعطر بأحرفي التي جمعتها ناثراً عليها عطر من بسكونها وهدوئها وغزارة علمها وأدبها وجمالها ونشأتها المباركة في أحضان الإمامة السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليهما السلام لينتشر ذلك العبير عبر هذه المقالة الطيبة لتستمتع بها نفوسكم أيها الكرام
إنها عزيزة الحسين وحبيبته التي تألمت حينما رأته وقد ركب جواده قاصداً مواجهة جيوش البغي بمهجته فنادت عليه صارخة قف لي قليلاً فلما وقف طلبت منه أن ينزل من من فرسه ويجلس متربعاً ثم يضعها في حجره ويمسح على رأسها كما كان يفعل مع الأيتام فما كان منه إلا أن جلس وأخذ يمسح على رأسها ويُنشد
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي 00 منكِ البكاء إذا الحمام دهاني
لا تحرقي قلبي بدمعكِ حسرة 00 ما دام مني الروح في جثماني
فإذا قضيت فأنتِ أولى بالذي 00 تأتينه يا خيرة النسوان
لِيغيب عنها ساعة وإذا بها تسمع حمحة فرسه ليهولها بعد ذلك منظره حيث رأت السرج عليه ملويا ودماء أبيها قد طُبعت على ناصيته فنادت على عمتها زينب عليهما السلام وقلبها يخفق حزناً على مصاب أبيها قد نشرت شعرها وشقت جيبها لتخرج معها والنساء الهاشميات وحالها يُفطر القلب فلما وصلت إلى مصرعه رأيت رأسه قد رفع على رمح طويل فنادت بحسرة واذلاه بعدك يا أبتاه وفي ليلة الوحشة خرجت قاصدة إليه لتجلس عند مصرعه وتأخذ جسمه المطحون بحوافر الخيل وتضعه في حجرها لتبكي معولة على فراقه وتتحدث إليه فيُجيبها من منحره ويوصيها بالسلام على شيعته ، وفي يوم 11 من محرم بدأ ركب السبا في المسير وكانت من ضمن الركب المبتلى بالوحوش الآدمية التي لم تراعِ حرمة لليتامى ولا شفقة على الثواكل من النساء لتنال منهم حظها من الضرب والإهانة ومن ثم تدخل في مجالس الطواغيت ليتشفوا منها ويحرقوا قلبها بما يفعلونه برأس أبيها أمام عينيها من ضرب وسب وتمثيل ، لتقضي حياتها حزينة على أبيها وتنشد في حقه الأشعار وتندبه بالدمع الغزير لما تحمله من أدب رفيع سخرته في رثاء أبيها المذبوح من القفا عطشاناً مظلوماً على أيدي البغاة أبناء الطلقاء الملاعين
وقبل أن أختم هذه السطور الفواحة بالذكر الطيب للسيدة سكينة عليها السلام سأسرح بأفكاركم وهذه أبيات من شعرها الجميل في رثاء أبيها الحسين عليه السلام
نـعق الـغراب فقلت من 00 تـنعاه و يـحك يا غراب
قـال: الإمـام فـقلت من 00 قـال: الـموفق للصواب
قـلت: الـحسين، فقال لي 00 بـمقال مـحزون أجـاب
ان الـحـسين بـكربلاء 00بـين الأسـنة و الحراب
أبـكي الـحسين بـعبرة 00 تـرضى الإله مع الثواب
ثـم اسـتقلت بـه الجناح 00 قـلم يـطق رد الـجواب
فـبكيت مـما حـل بـي 00 بعد الرضى المستجاب




صــ آل محمد ــداح




رد مع اقتباس