عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-17-2012, 11:25 PM
عضو مميز
صداح آل محمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 123
 تاريخ التسجيل : Jun 2011
 فترة الأقامة : 5130 يوم
 أخر زيارة : 04-21-2016 (11:12 AM)
 المشاركات : 1,336 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رحلة عجيبة بدأت من كربلاء



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
في هذه الأيام التي لا تخلو من الآلام نقترب من حادثة عجيبة بدأت خيوطها بعد واقعة الطف واستشهاد حافظ الدين وعز الأحرار حيث أُحرقت الخيام فدب الرعب في نفوس الأطفال ففروا على وجوههم هائمين في الفلوات ، والبعض منهم قد سُحقت أجسامهم تحت حوافر الخيل ، وبعضهم تمكنت الحوراء زينب عليها السلام من احتوائهم بحنانها وعطفها ليكونوا معها في ركب السباء إلى شامات يزيد الفسق والنفاق

هنا تبدأ قصة إثنين من الأطفال فرا من النار فتاها في الصحراء عن الأهل والخلان ، فجدا المسير على غير هدى ليالي وأيام ، فأوصلتهما أقدامهم إلى ولاية ابن ازياد فلاح نورهما الوضاء لعيون جلاوزة الطاغي اللعين ، ليبقضوا عليهما ويدخلوهما على اللعين ليأمر بسجنهما والتضييق عليهما في الطعام والشراب ، ليبقيا في طامورة مظلمة كظلمة قلب من أمر بسجنهما بلا رحمة ولا حنان ، حولاً كاملاً ضعفت فيها منهما الأعضاء ، ولما ضاق بهما المقام تحدثا مع السجان يستعطفانه ليُخرجهما من السجن وينال بذلك شفاعة جدهما المختار فلما علم بأنهما سيدين جليلين تعهد بإخراجهما في وقتٍ خال من عيون الظلام ، فخرجا لكنهما لا يعلمان إلى أين يتجهان فساقتهما أقداهما إلى بستان ، فدخلا فيه وناما تحت ظل إحدى الأشجار ، فسمعت همهمتهما إمرأة صالحة فضيفتهما في بيتها وقدمت لهما الطعام والشراب ، فناما بعد تعب دام أكثر من عام فجاء زوجها الوغد وعيونه تشتعل نيران ، قد أبهضه التعب وهو يبحث عن إبني المختار ، وطفي سفير الحسين إلى الكوفة مسلم بن عقيل عليه الصلاة والسلام ، فلما علمت المرأة بنوايا زوجها خافت على الطفلين وكتمت الأمر عنه حتى لا يؤذيهما بقلبه القاسي ويسلمهما إلى ابن ازياد ، ارتاب لكثرة دخولها إلى الدار التي فيها الطفلين ، فلم يهنأ بعد ذلك له بال ولم يذق طعم المنام ، وبعد أن مضى من الليل نصفه سمع همهمة في تلك الدار فأتى على عجل وفتح بقوة الباب فجلسا الطفلين خائفين ، فلما رآهما سألهما عن اسمهما فلم يجيبوه في الحال ، وبعد أن تعهد لهما بأن يحفظهما من عيون ابن ازياد أخبراه بقصتهما فلما علم صفعهما ورفسهما وأربطهما بالحبال ، وانتظر بزوغ الفجر وبعدها أخذهما إلى نهر الفرات ، أراد بذلك ذبحهما ونيل برأسيهما جائزة ابن ازياد ، قالا له اتركنا ونضمن لك شفاعة جدنا المختار ، فأجابهما دانق من ابن ازياد خير له من شفاعة جدكما المختار ، فضرب عنق الصغير منهما ودحرجه في حجر أخيه فلما رآه بكى عليه بدمع همال ، وبينما هو كذلك إذ وصل إلى عنقه سيف الغدر فقط بذلك رقبته وجاء برأسيهما إلى ابن ازياد فلما رأى بشاعة الفعل لطفلين صغيرين أمر به أن يُذبح فعجل الله بروحه إلى النار
أحبتي هذه هي أحداث قصة عجيبة أبطالها طفلين عزيزين من أطفال مُسلم ابن عقيل أحدهما يبلغ من العمر 9 سنين والآخر 7 سنين أفجعا بمصابهما قلب الزهراء وأحزنا قلوب من يحملوا الإنسانية فضلاً عن الإسلام ، فكيف بمن والى آل البيت العظام وركب سفينة النجاة وتعهد بأن يرفض الظلم ويأخذ بثارات الأحرار وأبا الأحرار
عظم الله أجوركم أيها الموالون بمصاب طفلي مسلم طاهر و مطهر عليهما السلام ، فلقد أبقى الله نورهما وأزهر مرقديهما ليكونا مقصداً للزوار

صــ آل محمد ــداح




رد مع اقتباس