بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
يحدثنا التاريخ عن النبوغ المبكر لامامنا موسى بن جعفر عليهما السلام ،فهو وراثيا من شجرة النبوة ومعدن الرسالة
وتربويا فهو تلميذ المدرسة العلمية الالهية الكبرى التي يتزعمها ويقودها الامام جعفر الصادق عليه السلام
والبيئة التي ترعرع فيها لاتخرج عن حدود العصمة والنقاء والعفة ،فمولانا الامام موسى بن جعفر عليه وعلى ابائه الصلاة والسلام
لايتسرب الشك اليه لان يكون نابغة دهره ووحيد عصره والقصة التالية والتي جرى الحوار فيها بين الامام وبين امام مذهب من المذاهب الاسلامية وهو ابو حنيفة النعمان
تدلنا وبكا وضوح على علمية الامام عليه السلام وهو في دور الصبا :
ان ابا حنيفة في طليعة الذاهبين الى مسالة ( الجبر )فتوجه الى يثرب ليحاجج الامام الصادق عليه السلام الذي عرف انه منم خصوم هذه الفكرة ،ولما انتهى اليها قصد دار الامام عليه السلام ،
وجلس في دهليز الدار ينتظر الاذن وبينما هو جالس اذ خرج صبي يدرج فبادره ابو حنيفة قائلا :
(اين يضع الغريب )؟
فالتفت اليه الصبي ،وقال له :على رسلك ،ثم جلس متأدبا ،واستند الى الحائط ،وانبرى اليه يجيبه عن سؤاله قائلا :
( توق شطوط الانهار ،ومساقط الثمار ،وافنية المساجد ،وقارعة الطريق ،وتوار خلف الجدار ،ولاتستقبل القبلة ،ولاتستدبرها ، وضع اين شئت )
وقد بين له الاماكن التي يكره ويحرم فيها التغوط ،فبهر ابو حنيفة وذهل فانه لم يحسب ان هناك صبيا يملك هذه المقدرة العلمية واندفع قائلا :
نفس المصدر ...
|