عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-25-2011, 08:16 PM
المراقبين
نورجهان غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 5192 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وما أصابكم من مصيبة



وماأصابتكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم

لَمَّا جَعَلَ الْمَأْمُونُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السَّلام أَنَا مَشْغُولٌ، فَاصْرِفْهُمْ "، فَصَرَفَهُمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْيَوْمِ الثَّانِي جَاءُوا، وَ قَالُوا كَذَلِكَ مِثْلَهَا، فَصَرَفَهُمْ، إِلَى أَنْ جَاءُوا هَكَذَا يَقُولُونَ وَ يَصْرِفُهُمْ شَهْرَيْنِ. ثُمَّ أَيِسُوا مِنَ الْوُصُولِ، وَ قَالُوا لِلْحَاجِبِ : قُلْ لِمَوْلانَا إِنَّا شِيعَةُ أَبِيكَ
وِلايَةَ الْعَهْدِ، دَخَلَ عَلَيْهِ آذِنُهُ، وَقَالَ : إِنَّ قَوْماً بِالْبَابِ يَسْتَأْذِنُونَ عَلَيْكَ، يَقُولُونَ نَحْنُ شِيعَةُ عَلِيٍّ، فَقَالَ الإمام علي بن موسى الرضا عليه السَّلام : "

عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السَّلام، وَ قَدْ شَمِتَ بِنَا أَعْدَاؤُنَا فِي حِجَابِكَ لَنَا، وَ نَحْنُ نَنْصَرِفُ هَذِهِ الْكَرَّةَ، وَ نَهْرَبُ مِنْ بَلَدِنَا خَجِلاً وَ أَنَفَةً مِمَّا لَحِقَنَا، وَ عَجْزاً عَنِ احْتِمَالِ مَضَضِ مَا يَلْحَقُنَا بِشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ، فَقَالَ الإمام علي بن موسى الرضا عليه السَّلام : "ائْذَنْ لَهُمْ لِيَدْخُلُوا"، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ،
وَ لَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ بِالْجُلُوسِ، فَبَقُوا قِيَاماً، فَقَالُوا : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا هَذَا الْجَفَاءُ الْعَظِيمُ، وَ الاسْتِخْفَافُ بَعْدَ هَذَا الْحِجَابِ الصَّعْبِ، أَيُّ بَاقِيَةٍ تَبْقَى مِنَّا بَعْدَ هَذَا ؟!
قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام : "اقْرَءُوا : { وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ
أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ }(1)، مَا اقْتَدَيْتُ إِلاَّ بِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِيكُمْ، وَ بِرَسُولِ اللَّهِ، وَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ مَنْ بَعْدَهُ مِنْ آبَائِيَ الطَّاهِرِينَ عليهم السلام، عَتَبُوا عَلَيْكُمْ، فَاقْتَدَيْتُ بِهِمْ ". قَالُوا : لِمَاذَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ؟!! فقَالَ الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام : "
لِدَعْوَاكُمْ أَنَّكُمْ شِيعَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السَّلام، وَ يْحَكُمْ، إِنَّمَا شِيعَتُهُ الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ، وَ أَبُو ذَرٍّ، وَ سَلْمَانُ، وَ الْمِقْدَادُ، وَ عَمَّارٌ،
وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، الَّذِينَ لَمْ يُخَالِفُوا شَيْئاً مِنْ أَوَامِرِهِ، وَ لَمْ يَرْكَبُوا شَيْئاً مِنْ فُنُونِ زَوَاجِرِهِ، فَأَمَّا أَنْتُمْ إِذَا قُلْتُمْ إِنَّكُمْ شِيعَتُهُ، وَ أَنْتُمْ فِي أَكْثَرِ أَعْمَالِكُمْ لَهُ مُخَالِفُونَ مُقَصِّرُونَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْفَرَائِضِ، مُتَهَاوِنُونَ بِعَظِيمِ حُقُوقِ إِخْوَانِكُمْ فِي اللَّهِ، وَ تَتَّقُونَ حَيْثُ لا
يَجِبُ التَّقِيَّةُ، وَ تَتْرُكُونَ التَّقِيَّةَ حَيْثُ لا بُدَّ مِنَ التَّقِيَّةِ، فَلَوْ قُلْتُمْ إِنَّكُمْ مُوَالُوهُ، وَ مُحِبُّوهُ، وَ الْمُوَالُونَ لأَوْلِيَائِهِ، وَ الْمُعَادُونَ لأَعْدَائِهِ، لَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ قَوْلِكُمْ، وَ لَكِنْ هَذِهِ مَرْتَبَةٌ شَرِيفَةٌ ادَّعَيْتُمُوهَا، إِنْ لَمْ تُصَدِّقُوا قَوْلَكُمْ بِفِعْلِكُمْ هَلَكْتُمْ، إِلا أَنْ تَتَدَارَكَكُمْ رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ". قَالُوا : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، فَإِنَّا نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ نَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ قَوْلِنَا، بَلْ نَقُولُ كَمَا عَلَّمَنَا مَوْلانَا، نَحْنُ مُحِبُّوكُمْ، وَ مُحِبُّو أَوْلِيَائِكُمْ، وَ مُعَادُو أَعْدَائِكُمْ. قَالَ الرِّضَا عليه السَّلام : "فَمَرْحَباً بِكُمْ يَا إِخْوَانِي وَ أَهْلِ وُدِّي، ارْتَفِعُوا،
ارْتَفِعُوا، ارْتَفِعُوا". فَمَا زَالَ يَرْفَعُهُمْ حَتَّى أَلْصَقَهُمْ بِنَفْسِهِ". ثُمَّ قَالَ الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام لِحَاجِبِهِ : " كَمْ مَرَّةً حَجَبْتَهُمْ " ؟!!
فقَالَ الحاجب : سِتِّينَ مَرَّةً، فَقَالَ الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام لِحَاجِبِهِ : " فَاخْتَلِفْ إِلَيْهِمْ سِتِّينَ
مَرَّةً مُتَوَالِيَةً، فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، وَ أَقْرِئْهُمْ سَلامِي، فَقَدْ مَحَوْا مَا كَانَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ بِاسْتِغْفَارِهِمْ وَ تَوْبَتِهِمْ، وَ اسْتَحَقُّوا الْكَرَامَةَ لِمَحَبَّتِهِمْ لَنَا وَ مُوَالاتِهِمْ، وَ تَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ، وَ أُمُورَ عِيَالاتِهِمْ، فَأَوْسِعْهُمْ بِنَفَقَاتٍ وَ مَبَرَّاتٍ وَ صِلاتٍ وَ رَفْعِ مُعَرَّاتٍ"(2).



ـــــــــ الهامش ـــــــــ
(1) سورة الشورى الآية : 30 .
(2) بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار
عليهم السلام ) : 65 / 157، للعلامة الشيخ محمد باقر
المجلسي، المولود بأصفهان سنة 1037هـ، والمتوفى بها سنة
1110هـ، طبعة مؤسسة الوفاء، بيروت / لبنان، سنة 1414هـ نسال الله التوفيق لخدمة اهل البيت المعمور

عليهم السلام تحياتي للجميع نورجهان





 توقيع : نورجهان


رد مع اقتباس