بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
اليوم ارتحل عن هذه الحياة الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام شهيداً على يد طاغية من طغاة بني أمية عُرف بحقده على آل علي والزهراء ليفجع قلوب الأمة كي تئن بألم وحسرة وتسكب الدمع كالمطر الجاري وتنزف الدم من قلوبها المتفطرة وتلبس الدنيا عليه ثوب الحداد ، نعم في هذا اليوم كان مولانا الإمام الباقر على موعد ولقاء الله بكبدٍ قد تفطرت بسم نقيع دس إليه بأمر من فرعون زمانه هشام بن عبد الملك عليه ما يستحق من اللعن ، وذلك بعد أن رأى منه المكانة العلمية التي جعلت منه محط تقدير واحترام حتى من هم لا يدينون بدين الإسلام ، حيث وجده المعلم الذي يهدي الناس إلى سلوك منهاج الحق عن طريق التفكر في علوم الدنيا المختلفة وأصول الدين وفروعه والذي فيه وقاية الأمة من الإنجراف وراء الناعقين بالجهل والناطقين بالضلال ، فأقلقه هذا الوضع كثيراً خصوصاً بعد ما رأى الأثر الطيب الذي تركه الإمام الباقر على نفوس الأمة والذي به يتزلزل كرسيه ويضطرب سلطانه ويزول جبروته ، فلم يجد مخرجاً من أزمته إلا بالقضاء على حياة الإمام فدس إليه السم ، وأنهى بذلك حياته المقدسة في مثل هذا اليوم عام 411ه
فإنا لله وإنا إليه راجعون
وبهذه المناسبة الأليمة على قلوبنا جميعاً أتقدم بأحر العزاء إلى مقام مولاي الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف وألى علماء شيعة آل محمد وألى كافة المؤمنين أينما كانوا وإليكم أيها السادة سائلاً المولى العزيز أن يعينكم على التصبر على ما جرى على ولي الله وأن يرزقكم الأخذ بثأره مع إمام الزمان ممن سكت ورضي على ظلمه وإزهاق نفسه واسترت نفسه لمصابه ليلقى بذلك ويلات ما كسب على أيديكم ، لتفرحوا بذلك قلب الزهراء وتعيدوا البسمة التي اقتقدتها منذ اللحظة التي رحل فيها عنها أبوها رسول الله وجرى عليها ما جرى ومن ثم تتابعت الأحزان عليها بقد أبنائها واحداً تلو الآخر على أيدي المتجبرين والطغاة ، حتى وصل الأمر إلى هذا المصباح الزاهر ليرحل شهيداً محتسباً صابراً على بلاء الله ، ليُقرح فراقه قلبها وتُبدي لذلك حسرتها ليكن وقع حزنها على نفوسكم عظيم فتعهدوا لها بالقضاء على أعدائها الملاعين مع حفيدها المهدي المنتظر عليه السلام ، ليكون لكم ذلك بإذن العزيز الحكيم في دولته المباركة والتي يقضي فيها على العاثين في الأرض الفساد الطغة الملاعين لتهنأوا بعدها بود الله والعيش الرغيد في دولة الحق التي انتظرتموها بصبركم وعملكم الجميل الذي أعان على ظهوره ليقضي على كل الأشرار
صــ آل محمد ــداح