:: منتديات السيد عدنان الحمامي :: - عرض مشاركة واحدة - حياةُ الأمام محمد الجواد (عليه السلام) دراسة وتحليل((نقش خاتمه - نشأته -ذكاؤه وعبقريته)) الحلقة السابعة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-27-2011, 06:38 AM
عضو نشيط
عباس عذيب الصالحي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 309
 تاريخ التسجيل : Oct 2011
 فترة الأقامة : 4934 يوم
 أخر زيارة : 11-05-2011 (01:56 PM)
 المشاركات : 77 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حياةُ الأمام محمد الجواد (عليه السلام) دراسة وتحليل((نقش خاتمه - نشأته -ذكاؤه وعبقريته)) الحلقة السابعة



حياةُ الأمام محمد الجواد (عليه السلام)
دراسة وتحليل((نقش خاتمه - نشأته -ذكاؤه وعبقريته))
الحلقة السابعة
نقش خاتمه:
أمّا نقش خاتمه فيدلّ على مدى انقطاعه إلى الله، فقد كتب عليه (العزّة لله) ،
لقد آمن بأن العزّة إنما هي لله تعالى وحده خالق الكون وواهب الحياة.

نشأته:
نشأ الإمام محمد الجواد (عليه السلام) في بيت النبوة والإمامة ذلك البيت الذي أعزّ الله به المسلمين وقد ترعرع (عليه السلام) في ظلاله وهو يتلقّى المثُل العليا من أبيه، وقد أفاض عليه أشعة من روحه العظيمة، وقد تولى بذاته تربيته، فكان يصحبه في حلّه وسفره، ويطعمه بنفسه، وقد روى يحيى الصنعاني قال: دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وهو بمكة، وكان يطعم أبا جعفر، فقلت له: جعلت فداك، هذا المولود المبارك؟ قال (عليه السلام): نعم يا يحيى هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مولود أعظم بركة على شيعتنا منه
إن هذا اللون من التربية المطعّم بالحبّ والتكريم له أثره البالغ في التكوين النفسي وازدهار الشخصية حسبما قرّره علماء التربية والنفس.
ذكاؤه وعبقريته:
وملك الإمام محمد الجواد (عليه السلام) في سنه المبكر من الذكاء والعبقرية ما يثير الدهشة ويملك النفس إكباراً وإعجاباً وقد ذكر المؤرّخون بوادر كثيرة من ذكائه كان من بينها ما يلي:
1 ـ ما رواه أميّة بن علي قال: كنت مع أبي الحسن الرضا بمكة في السنة التي حجّ فيها مودّعاً البيت الحرام عندما أراد السفر إلى خراسان وكان معه ولده أبو جعفر الجواد، فودّع أبو الحسن البيت، وعدل إلى المقام فصلّى عنده، وكان أبو جعفر قد حمله أحد غلمان الإمام يطوف به وحينما انتهى إلى حجر إبراهيم جلس فيه وأطال الجلوس، فانبرى إليه موفق الخادم، وطلب منه القيام معه فأبى عليه، وهو حزين، قد بان عليه الجزع، فأسرع موفق إلى الإمام الرضا (عليه السلام) وأخبره بشأن ولده، فأسرع إليه، وطلب منه القيام فأجابه بنبرات مشفوعة بالبكاء والحسرات قائلاً:
(كيف أقوم؟ وقد ودّعت يا أبتي البيت وداعاً لا رجوع بعده ..). وسرت موجة من الألم في نفس الإمام الرضا (عليه السلام) فالتمس منه القيام معه فأجابه إلى ذلك
ودلت هذه البادرة على مدى ذكائه، فقد أدرك من وداع أبيه للبيت الحرام أنه الوداع الأخير له، لأنّه رأى ما عليه من الوجل والأسى مما أوحى إليه أنّه النهاية الأخيرة من حياته، وفعلاً قد تحقق ذلك فإنّ الإمام الرضا (عليه السلام) بعد سفره إلى خراسان لم يعد إلى الديار المقدسة، وقضى شهيداً مسموماً على يد المأمون العباسي.
2 ـ ومن بوادر ذكائه ما حدّث به المؤرخون أن المأمون قد اجتاز في موكبه الرسمي في بعض شوارع بغداد على صبيان يلعبون، وكان الإمام الجواد واقفاً معهم فلما بصروا بموكب المأمون فرّوا خوفاً منه سوى الإمام الجواد فإنه بقي واقفاً فبهر منه المأمون، وكان لا يعرفه، فقال له:
(هلا فررت مع الصبيان ... ؟).
فأجابه الإمام بمنطقه الرائع الذي ملك به عواطف المأمون قائلاً:
(يا أمير المؤمنين لم يكن بالطريق ضيق فأوسعه لك، وليس لي جرم فأخشاك والظنّ بك حسن أنّك لا تضرّ من لا ذنب له ..).
وعجب منه المأمون وسأله عن نسبه فأخبره به فترحّم على أبيه
3 ـ ومن آياته نبوغه المذهل انّه في سنه المبكر قد سأله العلماء والفقهاء عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب عنها .. ولا مجال لتعليل هذه الظاهرة إلاّ بالقول إنّ الله تعالى قد منح أئمة أهل البيت (عليهم السلام) طاقات مشرقة من العلم لم يمنحها إلاّ إلى أولي العزم من أنبيائه ورسله.






رد مع اقتباس