الموضوع
:
مزار الإمام (عليه السلام) روضة من رياض الجنّة
عرض مشاركة واحدة
#
1
09-19-2011, 09:13 PM
نـــائب المدير
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
118
تاريخ التسجيل :
May 2011
فترة الأقامة :
5137 يوم
أخر زيارة :
10-30-2012 (10:36 PM)
المشاركات :
1,850 [
+
]
التقييم :
10
بيانات اضافيه [
+
]
مزار الإمام (عليه السلام) روضة من رياض الجنّة
مزار الإمام (عليه السلام) روضة من رياض الجنّة
الجنّة دار استراحة المؤمنين والمؤمنات بعد يوم القيامة ، فيها ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين وما لم يخطر على قلب بشر ، لا يدخلها إلاّ من كان سعيداً :
(وَأمَّا الَّذِينَ سعدُوا فَفِي الجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا)
[1]
.
فالسعيد في جنّات عرضها السماوات والأرض يدرك السعادة الأبدية ويحسّ بها.
والله سبحانه جعل في أرضه بلطفه وحكمته وكرمه بقاعاً فيها من الإحساس ما في الجنّة التي اُعدّت للمتّقين ، ولو فتح الله بصيرة الإنسان لرأى بوضوح أنّ هذه البقعة جنّة من جنّات الله سبحانه ، إلاّ أنّ الذنوب والمعاصي هي التي تحجب المرء عن أن يدرك ذلك فيتسائل عنها.
ومن تلك البقاع التي في عالم المعنى هي جنّة من جنان الله سبحانه ، ما بين قبر النبي الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) ومنبره ، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف المتّفق عليه عند الفريقين :
ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة.
الكافي بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة ، ومنبري على ترعة من ترع الجنّة ، وقوائم منبري رتب في الجنّة ،
قال : قلت : هي روضة اليوم ؟
قال : نعم إنّه لو كشف الغطاء لرأيتم
[2]
.
فمن كان من أهل كشف الغطاء ومن أهل الشهود والمعاينة ، فإنّه بلا شكّ يرى تلك الجنّة وما معناه ، وإنّه كيف يستريح فيها ، ويتلذّذ بنعيمها العلمي والسبحاني ، وفيها ما تشتهي الأنفس ، ولم يخطر على قلب بشر ـ والحرّ تكفيه الإشارة ـ فإنّ الغاية من الجنّة هي أن تكون دار استراحة أبديّة روحيّة وجسديّة للمؤمنين والمؤمنات ، ودار جزاء للإيمان والأعمال الصالحة التي تختصّ بالمؤمنين والمؤمنات ، وإنّها طبقات ودرجات ومقامات ، فمن المؤمنين من يسكن الطبقة الاُولى ، ومنهم من يكون بجوار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحوله ، على منابر من نور مبيضّة وجوههم.
فمن الجنّات الفردوس ودار السلام وجنّة المأوى وغيرها ، وأعلاها جنّة الله ، وهي جنّة الأسماء والصفات ، وإنّها مختصّة بأولياء الله ، وإنّهم أصحاب النفوس المطمئنّة التي ترجع إلى ربّها راضيةً مرضيّة.
فمن يزور الكعبة المشرّفة وحرم النبيّ (صلى الله عليه وآله) بين بيته ومنبره ، وحرم الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ، يشعر ويحسّ بالارتياح الروحي والقلبي ، وكأ نّه في جنّة الله وروضته بين الحور والولدان المقرّبين ، يطوف عليه الملائكة بأباريق من ذهب وفضّة ، وكؤوس من لؤلؤ ومرجان ، فلا حزن ولا آلام حتّى ينسى نفسه ، وينسى هموم الدنيا ومصائبها ومتاعبها ، وكأ نّه يعيش في عالم آخر ، مرتاح البال ومطمئنّ القلب ، ويدرك أوصاف الجنّة التي وردت في الآيات والروايات ، كلّ هذا ببركة النبيّ والعترة الطاهرة ، والزيارات المقبولة ، وحتّى من الزائرين من ينفتح بصره وسمعه ، فيسمع جواب سلامه على إمامه ، ويرى حقائق الأشياء كما هي ، والعاقل تكفيه الإشارة.
فمن تلك البقاع الجنانية الحرم الرضوي الشريف ، قد رفع الله شأنها وأكرم منزلتها وبارك حولها ، وعمّرها بالعلم النافع والإيمان الصالح ، يشعّ منها الأنوار الإلهية إلى كلّ ربوع الأرض ، وهو مهبط نزول الملائكة بالرحمة والبركة.
بحار الأنوار ، بسنده عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أ نّه قال :
إنّ بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور.
فقيل له : يا ابن رسول الله وأيّ بقعة هذه ؟
قال : هي بأرض طوس وهي والله روضة من رياض الجنّة ، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وكتب الله تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجّة مبرورة وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة
[3]
.
مثل هذه الرواية الشريفة ممّـا يستدلّ بها على إمامة الإمام (عليه السلام) ، فإنّها من الأخبار الغيبيّة ، فإنّه (عليه السلام) قبل شهادته ، أخبر بمحلّ دفنه وأ نّه يكون مزاراً لعشّاق ولايته إلى يوم القيامة ، وأنّ الملائكة لا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد إلى أن يُنفخ في الصور ، فما أعظم ذلك ، كيف لا تكون زيارته الكريمة تعادل زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ وكيف لا يثاب الزائر بألف حجّة مبرورة وألف عمرة مقبولة ، وكيف لا ينال شفاعة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) يوم القيامة ؟ وكيف لا تكون تلك البقاع المقدّسة بحكم الحرم الإلهي الشريف الذي من دخلَه كان آمناً من الذنوب ومن فزع اليوم الأكبر ؟
عن أبي هاشم الجعفري ، قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول :
إنّ بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنّة ، من دخلها كان آمناً يوم القيامة من النار
[4]
.
وكيف لا يرفع الله شأن تلك البقعة المطهّرة وذلك الحرم الشريف ؟
عن الإمام الصادق (عليه السلام) :
أربع بقاع ضجّت إلى الله أيّام الطوفان : البيت المعمور فرفعه الله ، والغري ـ النجف الأشرف ـ وكربلاء وطوس
[5]
.
فقبوركم في القبور ، إلاّ أ نّه ما أعظم شأنكم وأرفع مقامكم وأجلّ منزلتكم ، وإنّ حرمكم هي الروضة الشريفة والجنّة الفردوس ، لا يلقّاها إلاّ ذو حظٍّ عظيم ، وأتى الله بقلب سليم.
[1]
هود : 108.
[2]
البحار 97 : 146 ، عن الكافي 4 : 554.
[3]
البحار 99 : 31 ، الباب 4 ، الحديث 2.
[4]
البحار 99 : 37 ، عن العيون 2 : 256.
[5]
المصدر : 40 ، عن فرحة الغري : 70.
زيارات الملف الشخصي :
167795
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.36 يوميا
المعارف
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى المعارف
البحث عن المشاركات التي كتبها المعارف