عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-24-2011, 08:21 PM
نـــائب المدير
المعارف غير متواجد حالياً
    Male
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 118
 تاريخ التسجيل : May 2011
 فترة الأقامة : 4756 يوم
 أخر زيارة : 10-30-2012 (10:36 PM)
 المشاركات : 1,850 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي عبد الله الرضيع (ع)...أصغر جنود الطف



عبد الله الرضيع (ع)...أصغر جنود الطف




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه الطيبين







منْ أراد التمعن والتدقيق في أحداث ووقائع معركة الطف
الخالدة ونوعية جنود الحسين (عليه وعليهم السلام)،
لوجدهم من أعظم وأوفى وأشجع الجنود والأنصار
على وجه الأرض، بل وعلى مرّ التأريخ،
فكان لهم دوي كدوي النحل من الدعاء والتعبد والصلوات
ليلة العاشر من محرم،
وذلك رغبة واشتياقاً إلى لقاء الله تعالى.
كما تعلمون بأن في جيش الحسين (عليه السلام)
كان العبد والحر، العبد كجون (رضوان الله تعالى عليه)،
هذا العبد الحبشي الحر في الضمير،
الذي قال للحسين (عليه السلام):
أريد أن يختلط دمي بدمائكم أهل البيت،
وكان الحر كالحر الرياحي، الذي جعجع بركب الحسين
(عليه السلام) حين وصوله إلى مشارف كربلاء،
ومن ثم عدل عن قراره وأصبح من أنصار الحسين،
بل أول من استشهد بين يدي الحسين (عليه السلام).
كذلك نرى في جيشه الهاشمي وغير الهاشمي..
الهاشمي ك علي الأكبر والعباس والقاسم (عليهم السلام)،
والغير هاشمي كمسلم بن عوسجة وزهير وبرير
(رضوان الله عليهم).
كذلك نرى في جيشه الذكر والأنثى.
.
أيضا من جيوش الحسين (عليه السلام) الشيخ الكبير
ك حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه)،
والطفل الصغير بل الرضيع ك عبد الله بن الحسين
بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)،
وعندما أقول طفلاً رضيعا، أعني طفلاً دخل المعركة
ورأى الحرب وشارك غمارها!
لعل منْ يستغرب من التعبير، كيف طفلاً صغيراً أو رضيعاً
يكون جندياً ويدخل غمار المعركة؟!
يروى أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم تستطع أمه
أن تلفه في قماطه،
لأنه (عليه السلام) كان في كل مرة يخرج يديه من القماط
ليسبح لله تعالى، وهو يقول:
"لبيك داعي الحق"،
وكذلك طفل الحسين (عليه السلام) عبد الله الرضيع
عندما سمع صوت الحسين وهو ينادي:
"هل من ناصر ينصرنا؟ هل من معين يعيننا؟
هل من ذابٍ عن حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله)"؟
فأخرج يديه من القماط وهو يقول: "لبيك داعي الحق"،
وكأن عمته زينب (عليها السلام) فهمت كلامه
ولبت دعوته، وأتت به إلى الحسين
ليأخذه إلى القوم.
أما عندما نزل هذا الرضيع للمعركة، نجح بتشتيت القوم،
حتى حل النزاع الداخلي بين الميمنة والميسرة في جيش
عمر بن سعد (لعنة الله عليه)، لكن الشيطان الرجيم
أدركهم بصورة حرملة (عليه لعائن الله)،
فرمى الطفل بسهم مثلث وقتله من الوريد إلى الوريد
في حجر أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه)،
فجمع الحسين دمه في كفه ورماه إلى السماء قائلاً:
"إلهي، إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى".
لقد كان هذا الطفل الرضيع مقاتلاً كباقي أفراد
جيش الحسين (عليه السلام) في كربلاء،
ولكل فارس طريقة في القتال،
فكانت طريقة الرضيع أن يضرب الأعداء في قلوبهم
ويشتت جمعهم ويفرق عددهم، ويُثبت أن ليس في قلوب
القوم من رحمة، لا لشيخ كبير ولا لطفل صغير!
تقول الروايات بأن الشهيد يشفع لأبيه وأمه وأهله
يوم القيامة، وتقول رواية أخرى بأن الطفل الميت
يشفع لأمه وأبيه يوم القيامة، كذلك الجنين الميت يشفع لأمه،
فما بالك برضيع الحسين (عليه السلام)،
والذي يكون جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)
شفيع الناس يوم القيامة، وجده الثاني علي (عليه السلام)
يكون شافع الناس والساقي على الحوض،
وجدته فاطمة الزهراء تلتقط شيعتها كما يلتقط الطير الحبَ الحسن من الحب الرديء،
وهي شفيعتنا يوم القيامة، كذلك عمه الحسن (عليه السلام)
يشفع لأمة جده وأبيه يوم القيامة، أيضاً أبوه الحسين (عليه السلام) شفيع الناس والشيعة يوم القيامة،
ألا تود أن تكون من شفعاء هذا الطفل الرضيع؟!
أن لهذا الطفل مكانة عظيمة عند الله (عزّ وجل)، تجعله شفيعاً يوم القيامة لشيعة جده أمير المؤمنين وللباكين عليه وعلى أبيه الحسين (عليه السلام)، وله مكانة وشأن عظيم عند الله تعالى، تجعله من أبواب الرحمة ومن أبواب قضاء حاجات المحتاجين، كما يشير إليه الإمام الرضا (عليه السلام) بأن له كرامات وبركات، وكما تعلمون بأن الإمام الحجة (عجل الله تعالى
فرجه الشريف) يذهب إلى قبر جده الحسين
(عليه السلام) في كربلاء عند ظهوره، فيخرج ذلك الطفل
المذبوح والمدفون على صدر الحسين من القبر،
وينادي حينها:
"يا أهل العالم، ما ذنب هذا الطفل
الرضيع أن يقتل في حجر أبيه"؟!
نتوسل إلى الله تعالى بحق هذا الطفل الرضيع،
الذي لم يقترف جرماً ولا إثما، بحق هذا الجندي الصغير
الذي لم يحمل سلاحاً غير سلاح الدين والإنسانية،
بحق هذا الطفل الذي قُدم قربانا في سبيل الله تعالى،
أن يجعلنا من عتقائه من النار،
وأن يرحمنا برحمته ويغفر ذنوبنا، وأن يقضي حوائجنا
ويسدد ديون المديونين ويشافي مرضى المؤمنين
والمؤمنات ويرحم أمواتنا واموات المؤمنين والمؤمنات ..

ماجورين ونسالكم الدعاء



 توقيع : المعارف



رد مع اقتباس