:: منتديات السيد عدنان الحمامي ::

:: منتديات السيد عدنان الحمامي :: (http://www.adnanalhamame.com/vb/index.php)
-   قسم أهل البيت عليهم السلام (http://www.adnanalhamame.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   يوم الحسين (http://www.adnanalhamame.com/vb/showthread.php?t=5842)

صداح آل محمد 11-24-2012 08:04 AM

يوم الحسين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
اليوم تصطبغ السماء بحمرة لا تمحى ، اليوم تفتقدت الأمة رسول الله ، ووصي رسول الله وسيدة النساء وحليم آل محمد بفقدها لسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ، اليوم الكون بأسره ينوح فالمصاب جلل اهتزلت له أركان العرش وكادت الدنيا أن تُخسف بأهلها
قد يسأل سائل: ومن يكون الحسين حتى يبكي عليه الكون ويهتز لمصرعه عرش الجبار ؟
يكفي من الحسين عظمة انه بمواقفه وثورته غير مسار الإنسانية ورسم طريق الحرية وأرسى قواعد الإباء وأسس لمدرسة عظيمة فيها فصولٌ كثيرة تحوي كثير من المؤمنين ينهلون الفضيلة والعلم النافع والخلق الحميد وصفات النبل التي بها تصلح حياتهم وتُنظم شئونهم وترتقي أفكارهم وتسموا أرواحهم ويُوفقوا للخير وينالوا لينالوا بها مرضاة الرب ويصلوا بها إلى جنات الخلد
نعم إن الحسين عليه السلام لما رأى الظلم قد استشرى والفساد قد انتشر وغمام الجهل قد أمطر بماءٍ ملوث يفسد النفوس وينخر العقول ويضعف الإرادة ويسري في جسدها كالسرطان ليبعدها عن دين الله ليكونوا أفرادها أتباعاً للهوى وعبيداً للسلطان ولقمة مستساغة في فم الشيطان ، ورأى دين الله قد شارف على الموت بعلةٍ مستعصية لا يُشفى منها إلا إذا دمه في كربلاء سفكا ، ما كان منه إلا أن يفديه دين الله بمهجته ويداويه بدمائه ، فعزم على لقاء الله فهو موعود بالنصر والخلود في هذه الحياة إذا ما احتُز رأسه وطُحنت أضلاعه وسبيت نساؤه وشُردت أطفاله ، فخرج من مدينة جده ليتهيأ للجهاد من مهبط الوحي وقبلة المسلمين ليُري الأمة بأسرها في وقتٍ يفِدون فيه كثير من أفرادها للحج إلى بيت الله ، كيف يخرج من دون أن يحج ، حتى إذا ما تساءل الناس عن سبب خروجه يكون الجواب لديهم حاضراً بأن دين الله في خطر وأن خروجه من بيت الله يهدف به أولاً الحفاظ على بيت الله من أن يُهتك ، وثانياً ليبعث برسالة إلى الأجيال على مر الزمان مفادها أن خروجه من حرم الله إنما هو لأمر عظيم أعظم من الحج ، فالدين في خطر وإن لم يستنقذه فسيمحى ويخفى أثره ، ليسير بعدها بأهل بيته وعدد قليل من صحبه إلى حيث الخلود ، بعد ان شخص المرض الذي يعانيه الدين الحنيف ، وتوصل إلى علاجٍ يبقيه حياً ما بقي الدهر ، فحط الرحل قي تلك البقعة المباركة وهيأ من كان معه بما يملك من عظيم الخلق وعبأهم بالإيمان ليكونوا له خير أنصار فإذا ما حل عليهم يوم عاشوراء إلا وهم على أُهبة الإستعداد لملاقاة الحتوف قد وضعوا أرواحهم في الأكف مُرخصين بها في سبيل إمامهم لينعموا بعدها برحمة الله ومجاورة رسول الله ويفخروا بما قدموا من فداء به عند فاطمة الزهراء ، ليبقى بعدهم وحيداً يطلب النصرة فلا يجد إلا الألوف المؤلفة قد اجتمعت كلمتها على قتله بعددها وعتادها فما كان منه إلا أن قابلها بمهجته مُسلماً لله أمره فزلزلهم وأهزهم وفرق جمعهم ليفروا من بين يديه لا يجدون سبيلاً لمجابهته إلا أن يمنعوا عنه الماء حتى إذا ما أنهكه التعب وقف يستريح في مركزه محولقاً مسترجعاً باكياً على أمة تدخل النار بسببه
من هنا كانت للحسين الكلمة الفصل لإنقاذ دين الله من الهلاك حيث قال مخاطباً سيوف الغدر إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني فأتاه حجر بن الحتوف مشجاً جبينه وأتاه سهم مثلث في قلبه استخرجه بثلثي كبده ، لهوي على الأرض صريعاً في بحر من دماء قلبه النازف ، فمرغ الجواد ناصيته بدمائه وقصد فسطاط النساء وهو محمحماً بالظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها فلما رأينه النساء بتلك الحال خرجن من الخدور لاطمات على الصدور وناشرات الشعور تتقدمهن الحوراء زينب ، وإذا بها ترى أخاها مُرملاً بدمائه فنادت على الأعداء صارخة أليس فيكم مسلم يتعطف على ريحانة رسول الله ، فكان الجواب من شمر اللعين بصعوده على صدر الحسين بنعليه متربعاً قابضاً على شيبته وحازاً لرأسه مكبراً ومهللأ بذبحه لمصباح الهدى الذي به عُرف التكبير والتهليل وبعدها أمر بن سعد أن تحرق خيام أبي عبد الله فأُحرقت ففررن النساء وهاموا الأطفال على وجوههم في البيداء وبقي زين العابدين عليلاً في الخيام ولولاء زينب لأُحرق مع الخيام المحترقة
لم يكتفي جيش الضلال بما فعل بسيد الشهداء بل أمر أمير الفاسقين عمر بن سعد عشرة من الخيالة بأن يركبوا على ظهور خيل الأعوجية ليحموا حوافرها في البيداء ويطوا بها ظهر وصدر الحسين ليطحنوا بها ضلوعه ففعلوا ما أمرهم به أميرهم
ولم يكتفوا بذلك بل تركوه في البيداء ثلاثاً بلا غسل ولا وطا
نعم إن الإمام الحسين عليه السلامقد فضح تشدق يزيد بخلافته لرسول الله على المسلمين ، مُبيناً للعالم بأسره بأن رسول الله صاحب الخُلق العظيم والرحمة الواسعة لا يمكن أن يكون خليفته شخص لئيم يقتل النفس ويشرب الخمر ويقضي الليل بالمجون ويستعبد من خلقهم الله أحراراً ، ليبقى الحسين خالداً بمواقفه وخالداً بأخلاقه وخالداً بثورته وخالداً بتضحياته وخالداً بإحيائه لدين الله
فسلامٌ عليه وعلى أولاده وأصحابه وهنيئاً لمن أحيى شعائره بالبكاء والنحيب والندب والعويل على مصابه ولبس ثوب الحداد حزنا على ما جرى عليه شراه غداً جنات النعيم بشفاعة من بكت وانتحبت ليلاً ونهاراً أعني بذلك أمه الزهراء البتول ، وتعساً لأمة ابتهجت واسترت واحتفلت لمقتله ناصرة بذلك يزيد بشراها وعيد الله وقعر الجيم لتعض أيديها نادمة وتقلب أكفها متحسرة على ما أبدت من فرح وسرور لقتل ريحانة رسول الله وحبيب الزهراء وسيد شباب أهل الجنة

http://im16.gulfup.com/IydE1.jpg
صــ آل محمد ــداح



نورجهان 11-25-2012 04:00 PM

http://im30.gulfup.com/ZY3s8.jpg

صداح آل محمد 11-25-2012 11:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورجهان (المشاركة 26876)

دمتِ تفوحين بشذى الورد وتتزينين بجمال الولاء لسيد الشهداء أختي الغالية

نورجهان


الساعة الآن 01:26 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team