![]() |
حامل صفات الغر
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين آاااه على من كاد الحسين أن يموت على مصابه حزناً ووقف على مصرعه باكياً وهو يقول قتل الله قوماً قتلوك على الدنيا بعدك العقا كيف لا أتأوه وأندب صارخاً من على من أفجع قلب الحسين وأدمع منه العينين وكيف لا ألطم الهام على من روع بتقطيع جسمه إرباً الزهراء البتول وأفزع قتله قلب قائم آل الرسول كيف لا أشق الجيب جزعاً على من تجلت فيه صفات النبي المختار خلقاً وُخلقاً ومنطقاً واتسم بشجاعة حيدرة وواسى الزهراء في قصر عمرها وأخذ من الحسن الكرم والجود وشابه الحسين في الإبا .. وارث صفات الغر من أصحاب الكسا كيف بي لا أبكي عليه بدل الدموع دماً ولا أصرخ عليه نادباً يعز علي واللهرؤيتي له بقلبي الباصر احتواش الأعداء له وتقطيعهم جسده إرباً إربا ساعد الله قلب أبيه الحسين الذي رآه في تلك الحالة بكلتا عينيه وسمعه بأذنيه وهو ينادي بصوت خافت عليك مني السلام يا أبي لا لوم علي إن سكبت الدمع همالاً ولا عتب علي إن طبرت الرأس إطباراً فأنا بذلك أواسي الزهراء وأُعزي رسول الله وأعاهد صاحب الأمر بأني سأكون سيفاً على كل ظالم استر لهذا الفعل الشنيع وكل فاجر سكت على هذا الجرم الفضيع فالدموع يحق لها أن تجري كالنهر والدماء لا يوقفها لوم فمصاب الحسين في شبيه رسول الله جلل عظيم هز عرش الجبار وأدمى حتى الأحجار فكيف بي وأنا مليء بالعواطف وحاملٌ لطيب المشاعر ومتيقننٌ بأن الأكبر إنما قتل بهذه الشناعة خدمة لدين الله وإعلاءاً لكلمة الله ودفاعاً عن ولي الله نعم إني وإن صرخت ون بكيت وإن لطمت الهام وأدميت الرأس إلا أني أفعل ذلك بجنون يُرضي الرحمن ويُسعد قلب المختار وتطيب له نفس الزهراء ليكون فعلي وإن بداً للناظرين بأنه جنون وللائمين بأنه إزهاق للروح إلا أنه لمتأمل لثورة الحسين والناظر للتضحيات العظيمة التي أبداها سيد الشهداء وأبنائه الكرام وأصحابه العظام ومن بينهم العزيز على قلبه علي الأكبر بإنصاف سيىرى بأن فعلي هذا هو عين العقل فالحسين والأكبر وبقية الأصحاب قد ضحوا بالنفس والنفيس من أجلنا نحن لنبقى أحراراً وأعزاء نعيش الكرامة وندين بدين الله القويم فهم يستحقون منا أكثر مما فعلناه والآن وبعد إبداء الجزع والفزع والصرخة والدمعة على مصاب شبيه المختار سنتوقف متأملين في شجاعته وإيبائه وبأسه باستقرائنا لمواقفه العظيمة في ساحة الوغى ولنفتتح سوية قراءتنا بهذا الموقف الخالد والذي أبداه للعالم من خلال إبدائه لأبيه لما سمعه يسترجع وهم في طريقهم إلى كربلاء حيث قال سائلاً لِمَ استرجعت يا أبي قال أبوه الحسين: لقد هومت عيناي قليلاً فسمعت هاتفاً يقول القوي يسيرون والمنايا تسير بهم إلى الجنة فرد عليه سائلاً لا سؤال مستنكر بل سؤال يُبدي فيه للعالم أن هذه الثورة هي ثورة المستضعفين ضد الطغاة المتجبرين وليظهر بأن قائد الثورة ومن معه هم المُحقون لا عدوهم الفاسق الفاجر شراب الخمور واللاعب بالقرود أولسنا على الحق ليأتيه الجواب من أبيه نعم والذي إليه مرجع العباد هنا تجلت الشجاعة الهاشمية وبان الإباء الحسيني من خلال رده الخالد الحاوي للإيمان والبسالة إذاً لا نبالي بالموت ما دمنا محقين ليجزيه الحسين على رده العظيم خيراً ، ليتبع القول بالفعل عندما انجلت الغبرة عن تهاوي الأصحاب صرعى حيث جاء لأبيه طالباً الرخصة في قتال جحافل الكفر وأعداء الدين فكان بذلك أول فارس يبرز لمحاربة الظالمين من بني هاشم فيرخي له الحسين عينيه بالدموع متوجهاً بها إلى خالق الوجود قائلاً: اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً بنبيك وإذا اشتقنا لرؤية نبيك نظرنا إليه ، ليبرز إلى الميدان مظهراً الشجاعة الحيدرية ليعود بعدها إلى أبيه غانماً برأس بكر بن غانم والذي يُعد من اشجع جيش الضلال حيث ويحسب عن ألف فارس وهو يقول صيد الملوك ثعالبٌ وأرانبُ وإذا أقبلت فصيدي الأبطال منتظراً من أبيه الجائزة لقتله لذلك اللعين .. أي جائزة يا تُرى كان ينتظر علي الأكبر من الحسين أيريد ذهباً وفضة أم يريد منصباً رفيعاً .. لا بل كل ما يطلبه شربة من الماء يروي بها كبده الملتهبة فحر الهجير وثقل الحديد أنهكا قواه وأحرقا قلبه ويريد أن يطفئ ذلك اللهيب ويبرد بالماء جوفه ، لكن أسألكم بالله يا شيعة الحسين هل تمكن الحسين من تلبية طلب فلذة كبده؟ أترك لكم الجواب فهو صعبٌ علي أن أُسطره هنا فالعبرة تخنقني والدمعة تمنعني من أن أُدون الجواب فالحسين يملك الكرامة ولديه الولاية التكوينية من الله وقطرة ماء لا تصعب عليه ، لكننا نجد الحسين أجاب ولده قائلاً اصبر بُني فبعد هنيئة تسقط في احضان جدك المصطفى ويسقيك جدك المرتضى شربة لا تظمأ بعدها أبداً ، ليعود الأكبر إلى المعركة مودعاً أبيه وأمه وعماته وأخواته وداع من لا يعود أبداً ، وينحدر إلى الميدان مقاتلاً .. دخل في أوساط الأعداء كالزلزال المدمر وخرج من أعراضهم كالبركان الثائر ذكرهم ببطولات جده المرتضى مرتجزاً أنا علي ابن الحسين ابن علي .. نحن وبيت الله أولى بالنبي أضربكم بالسيف حتى ينثني .. ضرب غلام هاشمي علوي تالله لا يحكم فينا بن الدعي حتى قتل منهم جمع كثير فلما رأى العبدي عليه لعائن الله صنعه فيهم أقسم ان يُثكل أمه وأباه به فكمن له وشهر سيفه وضربه على رأسه فسالت الدماء من رأسه على عيني الفرس فدخل به وسط المعركة ليُقطع بسيوف الأعداء إرباً إرباً هنا نادى على أبيه الحسين قائلاً: عليك مني السلام فجاء الحسين عليه السلام كالليث الغضبان وقتل قاتله وانكب عليه باكياً ولما لم يتمكن من حمله أمر أصحابه أن يأتوا به إلى المخيمات قاستقبلنه النساء بالبكاء والصراخ والعويل حزناً وأسى على رحيله فسلام وألف ألف سلام عليه يوم استشهد في ساحة الجهاد مدافعاً عن دين الله ومحامياً عن أبيه وإمامه الحسين ليخلد في رضوان الله مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً http://im17.gulfup.com/LQ7H1.jpg صــ آل محمد ــداح |
الساعة الآن 01:33 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010