![]() |
الحر والسعادة
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين يطيب لي وأنا أجول في ساحة كربلاء وأرصد مواقف النبلاء ومن يحملون نفوساً طيبة أنقذتهم من مهاوي الردى أن أتوقف وحر بن يزيد الرياحي عليه الرحمة ومواقفه الجليلة التي كانت له عوناً على إنقاذ نفسه من ويلات العذاب والدخول في زمرة خير الأصحاب لأبي عبد الله الحسين عليه السلام نعم أحبتي : كلكم طلاب في مدرسة الإمام الحسين بارتيادكم لمجالس الذكر ومنابر العلم التي تعقد باسم سيد الشهداء عليه السلام ولم يخفى عليكم أن الحر هو من جعجع بالحسين إلى أرض كربٍ وبلاء والتي فيها ماجت الأرض وبكت السماء حيث صريعاً ورأسه على رمح طويل مرفوعاً ، ولم يخفى عليكم أن الحر مع ما فعله مع سيد الشهداء إلا أنه كان ممن وقف على رأسه الحسين باكياً وهو صريع وهو يقول صدقت أمك إذ سمتك حراً فأنت حرٌ في الدنيا وسعيد في الآخرة والسؤال الذي يجول في خواطر الكثير منكم يقول : كيف نال الحر هذا الوسام المبارك من الحسين عليه السلام مع أنه المجعجع به والمروع لنسائه وأطفاله؟ والجواب على هذا السؤال ليس فيه تعقيد فالحر عليه الرحمة والرضوان بمواقفه الجليلة واحترامه لأبي عبد الله ومعرفته بمكانة الزهراء عند الله تجلت فيهما نقطة الإختيار وبانت منهما علامات السعادة التي خفيت على الحر قبل أن تخفى على الكثير ممن له تحفظ على الحر وشك في أن يكون من أهل رضوان الله ، فأول موقف ظهرت فيه علامات الطينة الطيبة للحر حينما قال له الحسين عليه السلام لقد حان وقت الصلاة ، أوتحب أن تصلي بأصحابك وأنا أصلي بأصحابي؟ أجابه: بل نصلي بصلاتك يابن رسول الله ، فهذا الموقف من الحر كان له الأثر الطيب على نفسه والذي تجلى في يوم العاشر من المحرم وسيأتي الحديث عنه لاحقاً .. الموقف الثاني: حينما أراد الحر من الحسين يسير معه تابعاً إلى الكوفة واعترض عليه قائلاً: لا أتبعك ، أصر الحر على الحسين على أن يسير معه بالقوة ويتبين ذلك من قوله له: لا أدعك هنا قال له الحسين عليه السلام ثكلتك أمك ياحر ، فأجابه قائلاً : لو أن غيرك ذكر أمي بالثكل لما عدوته عن ذكر أمه لكن ليس لي إلى ذكر أمك من سبيل فأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، من هنا يتبين أن الحر يحمل لباً سليماً كان سبباً في إنقاذه من أن يكون للشيطان ولياً ، وقد بان ذلك جلياً حينما راعته تلك الألوف التي اجتمعت كلمتها على محاربة سيد الشهداء عليه السلام فما كان منه إلا أن سأل عمر بن سعد: أمقاتل أنت هذا الرجل؟ ليُصعق بذلك الجواب البائس من عمر بن سعد والذي كان مضمونه: نعم .. أيسره أن تقطع فيه الأيدي وتتهاوى الرءوس هنا بدت علائم السعادة تلوح على نفس الحر التي أخذت تلومه وتدفعه لأن يكون مع الحسين لا عليه ، فأخذ يرتعد كالسعفة فبان ليبين ذلك للقريبين منه فقال له أحدهم: ما بك ياحر أراك ترتعد كالسعفة أأنت خائف من النزال؟ فوالله لو قيل لي من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك؟ ليأتي جواب الحر العاقل الحكيم: لا بل أخير نفسه بين الجنة والنار ووالله لا أختار على الجنة شيئاً ، ويتبع القول بالفعل حيث ضرب بفرسه ناحية الحسين وحينما اقترب من معسكر الحسين ترجل من على فرسه مطأطئاً برأسه نادماً على فعلته طالباً التوبة من الحسين على ما بدر منه من ترويع لبنات الرسالة وفعل تسبب في مجيء الحسين إلى هذا المكان ، ومقابلة هذا الجيش الجرار ، لتطيب بعدها نفسه بمسامحة الحسين له ، ليكون أول المقاتليل لأعداء الله من أصحاب الحسين وأول شهيد يقف عليه الحسين قائلاً صدقت أمك إذ سمتك حراً فأنت حرٌ في الدنيا وسعيد في الآخرة لينال بذلك الخلود في زمرة الحسين منعماً برضوان الله ومستقراً في رحمته ومقيماً في جناته خالداً مخلداً ، فسلام عليه وعلى مواقفه الطيبة التي كانت سبباً في خلوده دنياً وآخرة http://store3.up-00.com/Nov12/SmQ91871.jpg صــ آل محمد ــداح |
ربي ايبارك في جهودكم احسنتم كثيرا اسئل الله ان يجعلنا واياكم من الحافظين لكتابه ان شاء الله عظم الله اجوركم واجورنا بمصاب ابي عبد الله الحسين ع |
بارك الله في جهودكم وفقكم الله وجزاكم خير الجزاء
|
وقثتمنا لأن تكونا كالحر في تحكيم العقل ورفض الظلم أيها الغاليان
ابا قحطان * خادمة الشفيع |
الساعة الآن 11:48 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010