:: منتديات السيد عدنان الحمامي :: - النور العاشر أضاء الكون

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ثم صل اللهم على عاشر الأنوار المحمدية وثامن أوصياء خير البرية الإمام علي بن موسى الرضا عليه وآبائه الأطهار وأبنائه الطيبين الأبرار أفضل الصلاة وأتم التسليم
في هذه الأيام المباركة يشرق على هذه الأرض نور الإمام الرضا عليه السلام ليُضفي على الأرض نوراً وجمالاً لتبقى مزهرة تُضيء لأهل السماء بشعاع نوره المبين ..
ها هو الكون بما فيه من أفلاك وأجرام وخلق عظيم قد تهيأ لاستقبال الهادي إلى الله والمنجي من عذاب الله سيد جليل وإمام عظيم عاشر أنوار النجوم الزاهرة وثامن المصابيح الهادية المهدية ، حيث اقترب وعد الله بإظهار نوره وإشراقة شمسه ليستبشر به الخلق أجمعين ، فالحادي عشر من ذي القعدة قد دنى وبدنوه تتهيأ نجمة أمه الذي استنار وجهها بنوره الزاهر في بطنها لولادته وتهنأ بإرضاعه وتسعد بتربيته وتُضيء به الكون وتُبشر به المؤمنين ليكونوا على أُهبة الإستعداد للإرتواء من نبع علمه والغرف من عظيم خلقه لترتقي بعلمه أفكارهم وتسمو بأخلاقه أرواحهم وتتطيب بعبير عطره نفوسهم وتطمئن بمجالسته قلوبهم ويضمنوا بزيارتهم له الدخول إلى دار السلام فهو الضامن لزائريه على الله الجنان ..
أحبتي وأخوتي وأصدقائي: كوني معي وهذه الدقائق المباركة في محطة طيبة نقف فيها بإجلال مستذكرين هذه المناسبة الميمونة لإشراقة نور الإمام الرضا عليه السلام ندخل خلالها في زوايا حياته المباركة
* في الحادي عشر من شهر ذي القعدة الحرام سنة 148ه كانت إطلالته
* والده عظيم من عظماء آل محمد ووصي من أوصياء رسول الله الإمام موسى بن جعفر عليهم جميعاً سلام الله
* أمه نجمة وقيل تكتم أمة من بلاد المغرب طيبها الله بالطهارة والإيمان اشتراها الإمام الكاظم وتزوجها لتنجب له نور الله العاشر الإمام الرضا وفاطمة المعصومة عليهما السلام
* نشأ عليه السلام وترعرع في أحضان أبيه الكاظم عليه السلام فاستقى منه علم آبائه وأجداده فكان مقدراً بين علماء ومشائخ أهل زمانه وهو بعد لم يبلغ الحلم ، نظراً لما يحمل من علم لدني آتاه الله إياه تمكن به من مناظرة العلماء المخالفين لمعتقده والمدينين بغير دينه وإحراجهم ، فلا يملكون بعد ذاك إلا تبجيله وتقديره والإنحناء صاغرين أمام مخزون العلم الذي يحويه صدره وعظيم الخُلق الذي تحويه نفسه
* بعد أن أدى أبيه عليه السلام الرسالة وقرب منه الأجل دفع إليه مواريث النبوة والإمامة فكان الإمام بعد أبيه بالنص فهو المعصوم من الزلل والمطهر من الأرجاس وهو من نص عليه النبي المختار بأمر من الله عز وجل ومن أراد التبحر في الأحاديث الواردة في النص عليه بالإمامه فليراجع زاد المعاد
* وقبل الختام سأدخل في زاوية رائعة من زوايا حياته خلال رحلته من المدينة إلى طوس وبالتحديد عند دخوله إلى مدينة نيشابور تلك المدينة الملأى بالعلماء والكتاب والمثقفين حيث خرجوا بأجمعهم لاستقباله والتزود من فيض علمه فلما أن طل عليهم بموكبه المبارك أحاطوا به من كل ناحية حاملين أقلامهم وصحائفهم متهيئين لتدوين ما يظهره من درر تغنيهم عن الدنيا وما فيها ، وبينما هم كذلك وإذا به قد أشرق بوجهه الكريم عليهم قائلاً: قال أبي الكاظم ، قال أبيه الصادق ، قال أبيه الباقر ، قال أبيه السجاد ، قال أبيه الحسين ، قال أبيه أمير المؤمنين ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال الله تعالى ( كلمة لا إله إلا الله حصني ، من قالها دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن من عذابي ) ثم أدخل رأسه خلف الستار وسار قليلاً والعلماء ما سكون بأقلامهم والكل منهم يقول زدنا من فيض علمك يابن رسول الله فأخرج رأسه ثانية وقال ( ولكن بشرطها وشروطها وأنا من شروطها ) فعرف هذا الحديث بحديث السلسة الذهبية لأن رواته كلهم معصومون وأئمة هدى لم يتخللهم راوٍ يحتمل منه الخطأ ، وهذا الحديث باركه الله وبارك لمن يتبرك بقراءته بحفظه من الآفات والبلاءات ودفع الهموم والأحزان عن نفسه وكشف الضر لمن أُبتلي بعلة أو ضنك عيش في حياته
هنيئاً لنا جميعاً ولاءنا لضامن الجنان وتأسينا به ونهلنا من فيوضات علمه وجمال أخلاقه ، وأدعو الله في ختام المقال أن يمن علينا جميعاً بزيارته والتشرف بتقبيل شباك ضريحه لننعم غداً بالخلود في جنان الله بشفاعته فهو الضامن لزائريه على الله الجنان
http://store1.up-00.com/Sep12/Y9H40952.jpg
صــ آل محمد ــداح