نورجهان |
01-09-2012 04:00 PM |
علم الكتاب عند آل محمد عليهم السلام
( علم الكتاب عند آل محمد عليهم السلام )
أما بلغك وصف شق الأرض لاصف ، لما دعا بحرف واحد من 82 حرفا ، وهي بأجمعها عند أمير المؤمنين عليه السلام ، وبذلك نطق الذكر الحكيم . وإليه الإشارة بقوله : قال الذي عنده علم من الكتاب ( 1 ) ، وقال عن أمير المؤمنين : ومن عنده علم الكتاب ( 2 ) ، لا بل هو هي وهي هو لأنه الكلمة الكبرى ، وإليها الإشارة بقوله : لقد رأى من آيات ربه الكبرى ( 3 ) ، وليس هذا من باب التبعيض ولكنه مقلوب الخط ، ومعناه لقد رأى الكبرى من آيات ربه ، وقال لربه من آياتنا الكبرى ، وقال : أنا مكلم موسى من الشجرة ، أنا ذلك النور ( 4 ) . وأما ليلة المعراج ، لما صعد النبي إلى السماء رأى عليا هناك ، قال أو رأى مثاله في السماء ( 5 ) ، أو قال كشطت السماء فرآه ينظر إليه ( 6 ) ، وكيف يغيب عنه وهو نفسه وشقيق نوره ؟ وهو النور الأعظم في السماوات والأرض . ثم إن الله جل اسمه خاطبه في مقام القرب بلسان علي ، فعلي هو الآية الكبرى التي رآها موسى ومحمد عند خطاب رب الأرباب ، وإليه الإشارة بقوله عليه السلام : ليس لله آية أكبر مني ، ولا نبأ أعظم مني ( 7 ) . وما الفرق بين صعوده إلى السماء ، وبين نزوله تحت الأرض وشق الأرض ولمن كان يدين الله بدين وبآيات أولياء الله من المصدقين ، ولعلك تقول : كيف يكون في الملأ الأعلى خصومه ؟ والقرآن يذكرك هذا من قوله : ( ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون ) ( 8 ) . أما سمعت قصة ‹ صفحة 346 › هاروت وماروت وفطرس الملك ؟ أما علمت أن الجن الطيار مسكنهم الهواء ؟ وبطن الأرض مسكن المتمردين ؟ فاختصمت طائفة من الجن فصعد إليهم الولي الأمين فطهرهم . أقبل لا يعلم ولا يفهم ولاحظ له من السر إليهم ، فهو كما قيل لداود : الخل لا يدري بطيب حلاوة العسل . ( 1 ) ويقول نزل من السماء وسيفه يقطر دما . ولمن قيل في السماء ، وكيف يقع القتل على الجن ، وهم أجسام شفافة ، ومن أين للشفاف دم . فقلت : يا قليل العبرة ، وكثير العبرة ، وقطير القطرة ، ألم تمطر السماء دما ورماد القتل الحسين عليه السلام ( 2 ) ؟ ومن أين للسماء رماد ودم ؟ بل هي آيات بينات . ألم يعلم أن عليا قتل الجن وأخذ عليهم العهد ؟ ( 3 ) فإذا لم يكن لهم دم ولا نفوس فكيف وقع عليهم القتل ، وليس هذا مكان التأويل . وصدق هذا المدعى قوله سبحانه : ( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) ( 4 ) ، وكيف يحرق النار من ليس بجسم ؟ وكيف يتألم بالعذاب من ليس له عروق ولا دم ؟ وإذا كان الجن مخلوقين من النار ولا تؤثر النار فيهم فمن ترى يدخل النار عوضا عن إبليس وقد أضل الأولين والآخرين ؟ أف لعقلك المستقيم ورأيك العديم ، أما علمت أن عليا منبع الأنوار ، وآية الجبار ، وصاحب الأسرار ، الذي شرح لابن عباس في ليلة حتى طفى مصباحها صباحها ، في شرح الباء من بسم الله ، ولم يتحول إلى السين ، وقال : لو شئت لأوقرت أربعين بعيرا من شرح بسم الله الرحمن الرحيم ( 5 ) . فإن كبر عليك إعراضهم ، وزادت عند سماع أسرار أمراضهم ، فأنشدهم ولا تنشدهم ، أماذا عليهم لو أجابوا الداعي ، لكنهم خلقوا بغير سماع .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 341 › ( 1 ) مدينة المعاجز : 2 / 11 . ( 2 ) الكافي : 1 / 465 ، ومعجم الإمام المهدي : 3 / 382 . ‹ هامش ص 342 › ( 1 ) حلية الأبرار : 2 / 16 ، ومدينة المعاجز : 2 / 445 . ( 2 ) راجع البحار : 15 / 24 و : 25 / 22 . ( 3 ) تقدم الحديث مع تخريجه . ‹ هامش ص 343 › ( 4 ) دلائل الإمامية : 135 معاجز الصادق ع ‹ هامش ص 344 › ( 1 ) البحار : 42 / 33 ح 11 ضمن حديث طويل . ( 2 ) بقوله : إني رافعك إلي . ( 3 ) بقوله تعالى : فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم الشعراء : 63 . ( 4 ) بقوله : ( ولسليمان الريح . . وسخرنا الريح ) . ‹ هامش ص 345 › ( 1 ) النمل : 40 . ( 2 ) الرعد : 43 . ( 3 ) النجم : 18 . ( 4 ) تقدم الحديث . ( 7 ) بحار الأنوار : 36 / 1 ح 2 . ( 8 ) ص : 69 . ‹ هامش ص 346 › ( 2 ) عيون أخبار الرضا : 2 / 268 ، والأمالي للصدوق : 189 . ( 4 ) هود : 119 . ( 5 ) تقدم الحديث .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ثم يتمم هذه الأسرار ما رواه صاحب المقامات ، مرفوعا إلى ابن عباس قال : رأيت عليا يوما في سكك المدينة يسلك طريقا لم يكن له منفذ ، فجئت فأعلمت رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : إن عليا علم الهدى والهدى طريقه ، قال : فمضى على ذاك ثلاثة أيام ، فلما كان في اليوم الرابع أمرنا أن نمضي في طلبه ، قال ابن عباس : فذهبت إلى الدرب الذي رأيته فيه وإذا بياض درعه في ضوء الشمس ، قال : فأتيت فأعلمت رسول الله صلى الله عليه وآله بقدومه ، فقام إليه فلاقاه واعتنقه وحمل عنه الدرع بيده وجعل ‹ صفحة 347 › يتفقد جسده ، فقال له عمر : كأنك يا رسول الله توهم أنه كان في الحرب ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : يا ابن الخطاب : والله لقد ولي علي أربعين ألف ملك ، وقتل أربعين ألف عفريت ، وأسلمت على يده أربعون قبيلة من الجن ، وإن الشجاعة عشرة أجزاء ، تسعة منها في علي ، وواحدة في سائر الناس ، والفضل والشرف عشرة أجزاء تسعة منها في علي وواحدة في سائر الناس ، وإن عليا مني بمنزلة الذراع من اليد ، وهو ذراعي من قميصي ، ويدي التي أصول بها ، وسيفي الذي أجالد به الأعداء ، وإن المحب له مؤمن ، والمخالف له كافر ، والمقتفي لأثره لاحق ( 1 )
أسال الله تعالى الموفقية لخجمة محمد وال محمد الطيبين الطاهرين أطيب الاوقات وأعطرها مع نقلي
تحياتي للجميع نورجهان |
</b></i>
|