:: منتديات السيد عدنان الحمامي ::

:: منتديات السيد عدنان الحمامي :: (http://www.adnanalhamame.com/vb/index.php)
-   قسم صحة الأسرة والمجتمع (http://www.adnanalhamame.com/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   الإسلام ينفي الوصاية والإرهاب الفكريّين.. (http://www.adnanalhamame.com/vb/showthread.php?t=12420)

شجون الزهراء 10-31-2020 11:02 PM

الإسلام ينفي الوصاية والإرهاب الفكريّين..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته


جاء الإسلام كطريق هداية للعالمين، تفتح مدارك النّاس وآفاقهم على حبّ الحوار والتّواصل والتّعاون، بما ينسجم مع فطرة الإنسان وروح التوحيد، وتأكيداً علإنسانيّته في احترامها للتنوّع في الطاقات والاجتهادات، والإفادة من كلّ ذلك في خدمة الحياة وحسن مسيرتها.

وليس من أخلاقيّات الدّين والرسالة والإيمان، الانجرار إلى استعمال أسلحة فتّاكة قذرة، كفتاوى التكفير والتبديع والتضليل، وإسقاط الشّخصيّات، وإهدار الحقوق وهتك الحرمات، فمن حقِّ الإنسان أن يعبّر عن رأيه وينتصر له.

أمّا اختلاف الرّأي، فهو شيء طبيعيّ وحافز للإنتاج، لا للتعصّب والانغلاق اللّذين يجعلان المجتمع يدفع ثمناً باهظاً من وحدته وانسجامه بسبب تلك النّزاعات، حيث تحصل حالات خصومة وعداء وتنازع وتدابر بعيدة كلّ البعد عن روح الإسلام وقيمه وأخلاقيّاته في إيجاد مجتمع متوازن وقويّ مشدود بالوحدة واحترام الرّأي والرأي الآخر.

وقد يستغلّ البعض الحماس والعاطفة الدينيَّة عند النّاس، وخصوصاً عند شريحة الشَّباب، ليتعصَّبوا ضدّ هذه الفكرة أو تلك، ولمحاربة هذه الشخصيَّة أو تلك الجهة، على أساس الدّفاع عن العقيدة والمذهب، والانتصار لهذه المرجعيّة أو ذاك التوجّه.

واليوم، كم نحن بحاجة إلى إحياء روح التّواصل في ساحتنا الدينيّة، وخصوصاً عبر الاعتراف بحقّ الاختلاف، وتعزيز حريّة الرّأي، ونشر ثقافة التّسامح وقبول الآخر، ورفع الصّوت عالياً ضدّ الإرهاب والقمع الفكريّين، ومحاولات الهيمنة وفرض الوصاية على عقول النّاس وأفكارهم باسم العقيدة والدّين.

فإدارة الصراع الفكري من وظيفة الإنسان الواعي والعاقل والمسؤول عن سلامة مجتمعه وغناه المعرفي والروحي والفكري، إنّه ليس صراعاً على مصالح شخصيّة أو جهويّة، عبر فرض فكرٍ هنا وفكرٍ هناك، بل هو تلاقح أفكار وتزواج أفكار تحرّك قوى الإنسان في عقله المنفتح وقلبه السّليم، ليزداد عطاءً ونفعاً لواقعه، فهذه فطرة الله في الدّعوة إلى التّعاون على البرّ والتّقوى في كلّ شؤون الحياة، عبر توظيف كلّ الطّاقات في خدمة الوجود وإغنائه.

وأيّة ممارسة للهيمنة والتسلّط على الغير ومصادرة حرّيتهم في التّفكير وحقّهم في الاختيار، يناقض ما دعانا إليه الإسلام من اعتماد لغة الحوار والتّسامح، وعدم الإكراه، والتفاعل بإيجابيّة مع كلّ الأفكار المطروحة.

لذا المطلوب مواجهة ممارسات الوصاية الفكريّة الّتي لا تزال قائمة، خصوصاً في مجتمعاتنا العربيّة والإسلاميّة، من خلال الاعتراف بحقّ الآخر في الرّأي، وتربية الأجيال على عدم الانغلاق والتعصّب، بل قبول الآخر، والنّقاش الهادئ والمنتج معه، وهذا لن يتوافر إلا إذا خلُصت النّوايا وتضافرت الجهود في سبيل ذلك.

إنّ الله تعالى قد منح الإنسان عقلاً ليفكّر به، وإرادةً ليقرّر ويختار من خلالها، وليتحمّل مسؤوليّة توجّهاته، وما يُفرَض عليه ويُمارَس عليه من ترهيب ووصاية، يعني قتل العقل والإرادة، واغتيال دعوة الله ومخالفة خطّه الواضح.

لتقرير حريّة الإنسان وتأصيل وجودها، وتقرير حقّ العقل والفكر في الحياة، ما علينا سوى وعي ما يريده الله تعالى منّا من تحرّر من العصبيّة والأنانيّات والمصالح والذاتيّات، والعكوف على تأسيس الوحدة بيننا بالعمل الجادّ، عبر التواصل والتلاقي الحيّ والفاعل الّذي يحفظ استقرارنا ومسيرتنا وهويّتنا وكرامتنا وحرّيتنا.


الساعة الآن 01:47 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team